يُعتبر الإسهال واحداً من التجارب الغير مريحة التي يعاني منها معظم البالغين وهو من الأسباب الشائعة لزيارة الطبيب، ولكن أسباب الإسهال عند الكبار تتفاوت بشكل كبير جداً ولا يمكن التعامل معها كلها بنفس الطريقة.
قد تكون مسببات الاسهال عند الكبار بسيطة كشرب كوب من الحليب أو نتيجة لعدوى فيروسية عابرة أو حتى أثراً جانبياً لدواء تتناوله بانتظام، ومعرفة السبب بلا شك هي أهم خطوة نحو العلاج الصحيح وتجنب المضاعفات الخطيرة كالجفاف، فتابع معنا القراءة عزيزي القارئ لنتعرف على كل هذا بشكل مبسط وممتع وواضح.
ما هو الإسهال عند الكبار ولماذا يختلف الوضع مع كبار السن؟
يُعرَّف الإسهال عند الأطباء بأنه خروج براز رخو أو مائي ثلاث مرات أو أكثر خلال 24 ساعة، وهو يختلف عن مجرد زيادة عدد مرات التبرز الطبيعية، فهو ليس مرضاً بحد ذاته بل هو عرض لمشكلة كامنة.
تنطبق اسباب الإسهال عند الكبار بالطبع على كبار السن ولكن المخاطر تتضخم لديهم بشكل خاص، دعنا نوضح لك لماذا يُعتبر الإسهال عند كبار السن حالة تتطلب انتباهاً خاصاً:
- ضعف آلية الإحساس بالعطش مع التقدم بالعمر.
- انخفاض احتياطيات السوائل الطبيعية في الجسم.
- زيادة احتمالية الإصابة بعدم تحمل اللاكتوز مع التقدم بالعمر.
- الاستخدام المتزامن لعدة أدوية (Polypharmacy).
- ضعف جهاز المناعة المصاحب للشيخوخة.
النقطة الأخطر هنا تتمثل في آلية العطش حيث يعتمد الشخص البالغ الأصغر سناً على العطش كإنذار لشرب الماء ولكن هذه الآلية تضعف لدى كبار السن، وهذا يعني أنهم قد يصلون إلى مرحلة الجفاف الخطيرة قبل أن يشعروا بالحاجة للشرب.
لذلك لابد أن يكون الاعتماد على المراقبة الاستباقية من المحيطين (مثل لون البول أو مستوى الوعي) وليس على سؤال المريض "هل تشعر بالعطش؟"؛ فهذا هو الفارق الجوهري في التعامل مع الإسهال عند كبار السن.
اسباب الإسهال عند الكبار حسب نوع السبب الشائع
تتعدد أسباب الإسهال عند الكبار وتتداخل مسبباتها، ولتسهيل الفهم وتوضيح الصورة لك سنقوم بتصنيف هذه الأسباب إلى مجموعات رئيسية بناءً على طبيعة المسبب.
سنتناول كلاً من العدوى التي تسبب التسمم الغذائي والمشاكل المرتبطة بهضم أطعمة معينة والآثار الجانبية للأدوية وأخيراً الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي.
اسباب الإسهال عند الكبار الناتج من العدوى
يُعد غزو الجهاز الهضمي بالميكروبات أحد أشهر اسباب الإسهال عند الكبار، وهذا ما نسميه غالباً "إنفلونزا المعدة" أو التسمم الغذائي.
المتسببون الأكثر شيوعاً بالاسهال هم الفيروسات وهي كائنات شديدة العدوى مثل:
- النوروفيروس (Norovirus).
- الروتافيروس (Rotavirus).
هذه الفيروسات هي السبب خلف أغلب حالات العدوى الفيروسية المعوية فهي شديدة العدوى وتنتقل بسهولة بين الأشخاص وتسبب الإسهال المائي المفاجئ والقيء.
ومما تجدر الإشارة إليه أن المضادات الحيوية لا تفيدها إطلاقاً بل إن العلاج يقتصر على الراحة وتعويض السوائل وهي تتحسن عادة خلال يومين.
النوع الثاني هو العدوى البكتيرية وتأتي غالباً من طعام أو ماء ملوث ومن أشهرها:
- عدوى بكتيرية مثل الإشريكية القولونية (E. coli).
- السالمونيلا (Salmonella).
- العطيفة (Campylobacter).
- المطثية العسيرة (Clostridium difficile).
تُعرف العدوى بالإشريكية القولونية أو السالمونيلا بالتسمم الغذائي الكلاسيكي، ولكن لابد أن تنتبه جيداً للمطثية العسيرة؛ فهذه البكتيريا لا تأتي عادة من الطعام بل هي عدوى انتهازية تزدهر في الأمعاء بعد أن تقضي المضادات الحيوية على البكتيريا النافعة، وهي شائعة بعد الإقامة في المستشفيات، كما أن إسهال المسافرين الذي يصيب المسافرين لمناطق ذات معايير نظافة مختلفة يكون سببه بكتيرياً في أغلب الأحيان.
وأخيراً العدوى الطفيلية وهي أبطأ ولكنها قد تكون مزمنة، ومن أشهرها:
- الجيارديا (Giardia).
- الكريبتوسبوريديوم (Cryptosporidium).
الطفيليات هي "الجاني الخفي" للإسهال الذي يستمر لأسابيع، فعلى عكس الفيروسات التي تزول بسرعة فإن الإسهال الطفيلي قد يتطلب علاجاً محدداً للقضاء عليه، فإذا عانيت من إسهال لم يختفِ بعد أسبوع أو أسبوعين فسيطلب طبيبك غالباً تحليل البراز للبحث عن هذه الطفيليات.
أسباب الإسهال عند الكبار المرتبطة بالطعام والهضم
أحياناً تكون أسباب الإسهال بعد الأكل مباشرة ليست تسمماً بل هي عجز من جهازك الهضمي عن معالجة مكونات معينة في ذلك الطعام.
النوع الأول هو "عدم التحمل" (Intolerance)، وهو الأكثر شيوعاً ويحدث بسبب نقص الإنزيمات، ومن أبرزها:
- عدم تحمل اللاكتوز (من أسباب الإسهال بعد شرب الحليب عند الكبار).
- عدم تحمل الفركتوز (سكر الفاكهة والعسل).
- المحليات الصناعية (مثل السوربيتول والإريثريتول).
كثير من الناس يقعون في فخ المحليات الصناعية حيث تستهلك كميات كبيرة من العلكة الخالية من السكر أو المشروبات المخصصة للحمية وهي تحتوي على السوربيتول أو المانيتول.
هذه المواد لا تُمتص جيداً وبالتالي تسحب الماء إلى الأمعاء وتسبب إسهالاً أسموزياً، وينطبق الأمر نفسه على الإسهال بعد شرب الحليب عند الكبار وهي حالة شائعة جداً لأن إنزيم اللاكتيز (الهاضم لسكر الحليب) يقل مستواه طبيعياً مع التقدم في السن.
النوع الثاني ليس عدم تحمل فحسب بل هو "مرض مناعي ذاتي" يهاجم فيه الجسم الأمعاء وهو:
- الداء البطني (حساسية القمح والداء البطني).
لابد أن تدرك الفارق الحاسم هنا، فالداء البطني ليس حساسية قمح خفيفة بل هو هجوم مناعي ذاتي شرس؛ فعند تناول الغلوتين (بروتين في القمح والشعير) فإن جهاز المناعة يهاجم بطانة الأمعاء الدقيقة ويدمر الزغابات المسؤولة عن الامتصاص.
هذا بدوره لا يسبب إسهالاً فقط بل إسهالاً دهنياً وسوء امتصاص مزمن يؤدي إلى فقر الدم وهشاشة العظام وفقدان الوزن، ويتطلب هذا التزاماً صارماً ومدى الحياة بحمية خالية من الغلوتين.
أسباب الإسهال عند الكبار بسبب الأدوية والعلاجات
تُعد الأدوية من أكثر أسباب الإسهال عند الكبار شيوعاً وإغفالاً حيث يُقدّر أن أكثر من 700 دواء يمكن أن يسبب الإسهال كأثر جانبي، والمشكلة تتفاقم لدى كبار السن بسبب ظاهرة "تعدد الأدوية" (Polypharmacy)؛ فقد لا يكون السبب دواءً واحداً بل الأثر التراكمي لعدة أدوية يتناولونها في وقت واحد.
الأدوية الأكثر تسبباً للإسهال هي:
- المضادات الحيوية.
- مضادات الحموضة التي تحتوي على المغنيسيوم.
- الميتفورمين (Metformin) (دواء السكري).
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
- بعض أدوية العلاج الكيميائي.
- الإفراط في استخدام الملينات.
يعتبر الإسهال بعد المضادات الحيوية هو الأكثر شهرة، وله وجهان: الوجه الأول هو إسهال بسيط ناتج عن قتل المضادات الحيوية للبكتيريا النافعة، أما الوجه الثاني والأخطر فهو إسهال شديد ومائي قد يكون دموياً ناتجاً عن فرط نمو بكتيريا المطثية العسيرة (C. diff)، وهي عدوى ثانوية خطيرة تتطلب رعاية طبية فورية.
كما يقع الكثيرون في فخ شائع: يتناولون مضاد التهاب (NSAID) للمفاصل فيسبب لهم حموضة، فيتناولون مضادات الحموضة التي تحتوي على المغنيسيوم فيسببون لأنفسهم إسهالاً.
يسأل الكثيرون: هل أدوية القلب تسبب إسهال؟ الجواب نعم هناك بعض أدوية الضغط والقلب قد تسبب ذلك ومنها:
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs) (خاصة Olmesartan).
- حاصرات بيتا (Beta-blockers).
- الديجوكسين (Digoxin).
هذه برأيي الشخصي هي النقطة الأهم: لا تتوقف أبداً عن تناول دواء وُصف لك (خاصة أدوية القلب أو السكري) من تلقاء نفسك بسبب الإسهال، فالإسهال أثر جانبي يمكن إدارته لكن إيقاف دواء القلب أو الضغط فجأة قد يكون خطيراً جداً، ولابد أن تتحدث مع طبيبك حيث يمكنه تعديل الجرعة أو تغيير الدواء أو إدارة الأثر الجانبي دون تعريض حياتك للخطر.
اسباب الإسهال عند الكبار المرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي المزمنة
عندما يتجاوز الإسهال مدة أربعة أسابيع فإنه يصبح "مزمناً"، وهنا فنحن لا نبحث عن عدوى عابرة بل نبحث عن أمراض مستبطنة طويلة الأمد في بنية أو وظيفة الجهاز الهضمي.
فيما يلي قائمة بأهم الأمراض المزمنة التي تُعد من أسباب الإسهال المزمن عند كبار السن:
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
- داء الأمعاء الالتهابي (IBD).
- مرض كرون (وهو أحد أشكال داء الأمعاء الالتهابي).
- التهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis) (الشكل الآخر لداء الأمعاء الالتهابي).
- التهاب القولون المجهري (Microscopic Colitis).
من الضروري جداً أن تفرق بين متلازمة القولون العصبي (IBS) وداء الأمعاء الالتهابي (IBD)، فمتلازمة القولون العصبي (IBS) هي اضطراب "وظيفي" (Functional)، بمعنى أن الأمعاء تبدو سليمة ولكن وظيفتها (الحركة والإحساس) مضطربة، وغالباً ما تتراوح الأعراض بين الإسهال والإمساك.
أما داء الأمعاء الالتهابي (IBD) فهو مرض "مناعي ذاتي" خطير يسبب التهاباً حقيقياً وتدميراً لجدار الأمعاء، والخلط بينهما خطير؛ فداء الأمعاء الالتهابي يسبب دماً في البراز وحمى وفقدان وزن وهي أعراض لا تسببها متلازمة القولون العصبي.
كما يُعد "التهاب القولون المجهري" سبباً هاماً وخفياً من أسباب الإسهال المزمن عند كبار السن، ويُطلق عليه "مجهري" لأنه لا يمكن رؤيته بالعين المجردة أثناء تنظير القولون بل لابد من أخذ خزعات (Biopsies) وفحصها تحت المجهر لتشخيصه، كما أن هذا الالتهاب يسبب إسهالاً مائياً شديداً ومزمناً.
ما هي أسباب الإسهال عند الكبار حسب المدة؟
المدة هي الأداة التشخيصية الأولى التي نستخدمها في مجال الطب لفك لغز اسباب الإسهال عند الكبار، فمدة استمرار الأعراض هي التي توجهنا نحو الأسباب الأكثر ترجيحاً حيث أن الإسهال الذي يستمر لمدة يومين له مسببات تختلف تماماً عن الإسهال الذي يستمر شهرين، سواء كان الاسهال عند الأطفال أو عند الكبار.
التقسيم الزمني هو المهم هنا، وهو كالتالي:
- الإسهال الحاد (Acute) (يدوم أقل من أسبوعين).
- والإسهال المستمر (Persistent) (يدوم من أسبوعين لأربعة).
- والإسهال المزمن (Chronic) (يدوم أكثر من أربعة أسابيع).
دعنا نفصلها لك كالتالي:
أسباب الإسهال المفاجئ عند الكبار
يُقصد بـ أسباب الإسهال المفاجئ عند الكبار هي أسباب الإسهال "الحاد" (Acute Diarrhea)، حيث أن هذا النوع هو الأكثر شيوعاً والذي يظهر فجأة ويستمر عادةً ليوم أو يومين وبحد أقصى لا يتجاوز أسبوعين.
الأسباب هنا غالباً ما تكون "غازية" أو "خارجية" (External) وهي رد فعل دفاعي من الجسم لطرد شيء ضار، ومن ضمنها:
- العدوى الفيروسية (مثل النوروفيروس) (السبب الأكثر شيوعاً).
- التسمم الغذائي (العدوى البكتيرية).
- إسهال المسافرين.
- بدء تناول دواء جديد (خاصة المضادات الحيوية).
آلية "الدفاع" هذه تُفسر لماذا نرى الإسهال والقيء عند الكبار يحدثان معاً، فعندما يدخل فيروس أو سم بكتيري إلى الجهاز الهضمي فإن الجسم يحاول طرده بكل قوة مستخدماً البوابة العلوية (القيء) والبوابة السفلية (الإسهال) في نفس الوقت.
وبما أن السبب في الإسهال المفاجئ عند الكبار غالباً ما يكون فيروسياً فإنه يزول وحده (self-limiting)، لذلك القلق الأساسي هنا ليس في سبب الاسهال* نفسه بل في المضاعفات وتحديداً الجفاف.
أسباب الإسهال المتكرر عند الكبار
هنا الوضع مختلف؛ فالباحث عن أسباب الإسهال المتكرر عند الكبار لا يعاني من نوبة واحدة ومفاجئة ولا من إسهال دائم بل يعاني من نمط (Pattern) متقطع؛ أي أن الإسهال يختفي ثم يعود أو يستمر لأسابيع (Persistent).
هذا النمط المتقطع يشير بقوة إلى وجود "محفز" (Trigger) يعيد إثارة المشكلة، وأسباب هذا النمط المتقطع من الإسهال تشمل:
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
- حالات عدم تحمل الطعام (اللاكتوز والفركتوز).
- الداء البطني (حساسية القمح والداء البطني).
- العدوى الطفيلية المستمرة (مثل الجيارديا).
هذا النمط غالباً ما يكون مرتبطاً بالإسهال بعد الأكل مباشرة، فالمحفز (Trigger) الأكثر شيوعاً هو الأطعمة التي لا يستطيع الجسم التعامل معها.
أنصحك هنا بتدوين يوميات طعام دقيقة: هل يحدث الإسهال دائماً بعد شرب الحليب؟ هل يحدث بعد تناول الخبز؟ هل يحدث بعد تناول العلكة الخالية من السكر؟ هل يحدث في أوقات التوتر (وهو محفز رئيسي لمتلازمة القولون العصبي)؟ هذا التتبع مهم جداً ويفيد الطبيب في التشخيص.
أسباب الإسهال المزمن عند كبار السن
كما ذكرنا فإن الإسهال المزمن هو الذي يدوم لأكثر من 4 أسابيع متواصلة، فهذه المدة هي علامة حمراء بحد ذاتها وتخبرنا أن السبب ليس عدوى بسيطة عابرة بل هو مشكلة بنيوية أو جهازية تتطلب تقييماً طبياً كاملاً.
تتنوع أسباب الإسهال المزمن عند كبار السن لتشمل مشاكل داخل وخارج الجهاز الهضمي كالتالي:
- داء الأمعاء الالتهابي (IBD) (كرون والتهاب القولون التقرحي).
- الداء البطني (حساسية القمح والداء البطني).
- التهاب القولون المجهري.
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
- مشاكل جهازية (مثل فرط نشاط الغدة الدرقية).
- مضاعفات مرض السكري (تلف الأعصاب المعوي).
- سرطان القولون.
من الرؤى العميقة هنا أن أسباب الإسهال المزمن عند كبار السن قد لا تكون في القولون أصلاً، وقد تكون المشكلة جهازية (Systemic)؛ فمثلاً فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) يسرّع عملية الأيض بأكملها بما في ذلك حركة الأمعاء مسبباً إسهالاً، كما أن مرض السكري طويل الأمد يمكن أن يتلف الأعصاب التي تتحكم في الأمعاء وهو ما يُطلق عليه اعتلال الأعصاب السكري (Diabetic neuropathy).
لابد أن نكون صادقين مع أنفسنا، فلا يمكن إغفال الخطر الأكبر في فئة "كبار السن"، وأي تغير حديث ومستمر في عادات الأمعاء (مثل الإسهال المزمن) لدى شخص فوق الخمسين هو بحد ذاته مؤشر خطر لسرطان القولون، فهذا العرض يستدعي دائماً إجراء تنظير للقولون لاستبعاد الأسباب الخطيرة مثل داء الأمعاء الالتهابي أو السرطان.
أسباب الإسهال عند كبار السن والعوامل التي تزيد الخطورة
نعود الآن للتركيز بشكل خاص على فئة كبار السن، وكما أوضحنا فإن أسباب الإسهال عند الكبار قد تكون هي نفسها عند كبار السن، ولكن العواقب لديهم أشد فتكاً، وسنركز هنا في الفقرات التالية على هذه العواقب وكيفية التعرف عليها ومتى يتحول الإسهال من إزعاج إلى حالة طارئة تهدد الحياة.
أسباب الإسهال عند كبار السن
عند تحليل مسببات الاسهال عند الكبار وتحديداً فئة الإسهال عند كبار السن فإننا نجد أن الأسباب الأكثر ترجيحاً تميل إلى أن تكون إما علاجية المنشأ (Iatrogenic) - أي ناتجة عن علاج آخر، أو تنكسية (Degenerative) ناتجة عن التقدم في السن.
الأسباب الأكثر إثارة للقلق والتي يجب فحصها أولاً لدى فئة إسهال عند كبار السن هي:
- الآثار الجانبية للأدوية المتعددة (Polypharmacy).
- عدوى المطثية العسيرة (C. diff) (شائعة بعد الاستشفاء).
- عدم تحمل اللاكتوز المرتبط بالعمر.
- التهاب القولون المجهري (Microscopic Colitis).
- تغيرات الأمعاء (مثل السرطان أو التهاب المستقيم الإشعاعي).
- انحشار البراز (Fecal impaction) (يسبب إسهالاً فيضياً).
يجب الانتباه بشكل خاص إلى عدوى المطثية العسيرة، حيث أن دخول المستشفى أو تناول جرعة من المضادات الحيوية من شأنه أن يكون الشرارة لهذه العدوى الخطيرة.
لذلك فإن مراجعة قائمة الأدوية مع الطبيب هي أول خطوة والأهم عند تقييم مسببات الاسهال عند الكبار، كما أن انحشار البراز هو سبب خادع؛ حيث يكون القولون مسدوداً بكتلة براز صلبة ولكن يتسرب براز سائل (إسهال فيضي) حولها فيعتقد المريض أنه إسهال بينما هو في الحقيقة إمساك شديد.
الإسهال مع الدوخة والجفاف عند كبار السن
إذا كنت تبحث عن اسباب الإسهال مع الدوخة لكبار السن فأنت تسأل عن عرضين، لكنهما في الواقع عرض واحد متسلسل، فالدوخة هي ليست عرضاً مباشراً للإسهال بل هي عرض مباشر للجفاف الناتج عن الإسهال، وهي علامة حمراء على أن الجفاف عند كبار السن قد بدأ بالفعل.
وفيما يلي تسلسل الأحداث حول كيفية حدوث الدوخة مع الإسهال:
- الإسهال الشديد يطرد السوائل والكهارل (الأملاح) من الجسم.
- يؤدي هذا إلى انخفاض حاد في حجم الدم في الأوعية الدموية.
- يتسبب انخفاض الحجم في هبوط ضغط الدم.
- هبوط الضغط يقلل تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، مسبباً الدوخة.
هذا التسلسل كارثي لكبير السن، حيث أن الدوخة لدى كبير السن ليست فقط إزعاجاً بل إنها عامل الخطر الأول للسقوط، والسقوط لدى كبير السن قد يعني كسراً في الحوض ودخول المستشفى وبداية تدهور صحي سريع.
التسلسل الكامل هو: إسهال يتبعه جفاف ثم تتبعه دوخة ثم سقوط ثم كسر ثم مضاعفات، لذلك فإن الإسهال مع الدوخة لكبار السن يجب أن يُعامل كحالة طارئة تتطلب تعويضاً فورياً للسوائل، وقد تتطلب الذهاب للطوارئ.
ما هي علامات الجفاف الخطير عند كبار السن مع الإسهال؟
كما أكدنا من قبل أن العطش هو علامة غير موثوقة لدى كبار السن ولذلك لا تنتظر حتى يخبرك كبير السن أنه عطشان بل لابد أن تبحث أنت عن العلامات الموضوعية التي يمكن رؤيتها.
أهم مؤشرين يمكن ملاحظتهما هما الدماغ والكلى، وأخطر علامات الجفاف التي يجب مراقبتها هي:
- الارتباك أو التهيج أو التغير المفاجئ في الحالة العقلية.
- الخمول الشديد أو صعوبة الاستيقاظ (Listlessness).
- قلة التبول أو انقطاعه لعدة ساعات.
- البول الداكن جداً (لون الشاي أو العنبر).
- جفاف الجلد الشديد (الذي لا يعود لوضعه عند قرصه).
- الدوخة الشديدة أو الضعف عند الوقوف.
- تسارع ضربات القلب والتنفس.
- العيون الغائرة (Sunken eyes).
الارتباك (Confusion) هو أخطر هذه العلامات، فهو يعني أن الجفاف عند كبار السن أصبح شديداً لدرجة أنه يؤثر على وظائف الدماغ، وهذه ليست أعراض بسيطة بل هي علامات فشل عضوي وشيك وهي من أخطر مضاعفات الإسهال عند الكبار؛ فإذا لاحظت ارتباكاً أو خمولاً على كبير السن المصاب بالإسهال فهذه حالة طوارئ تستدعي المستشفى فوراً.
متى يعتبر الإسهال الشديد عند الكبار حالة طارئة تحتاج إلى مستشفى
معظم حالات الإسهال لا تحتاج للدخول للمستشفى ولكن بعض أعراض الإسهال عند الكبار هي إشارات خطر واضحة لا يمكن تجاهلها. اذهب إلى الطوارئ فوراً أو اتصل بطبيبك إذا واجهت أياً من هذه العلامات التالية:
- علامات الجفاف الشديد (مثل الارتباك أو الدوخة الشديدة).
- استمرار الإسهال الشديد عند الكبار لأكثر من يومين دون أي تحسن.
- حمى عالية (أعلى من 38.5 درجة مئوية / 102 فهرنهايت).
- ألم شديد جداً ومستمر في البطن أو المستقيم.
- براز يحتوي على دم أحمر واضح أو براز أسود قطراني.
- قيء مستمر يمنعك من شرب أي سوائل.
هذه العلامات كل واحدة منها تخبرنا عن وجود شيء معين، فالحمى والدم والألم الشديد هي علامات إسهال التهابي؛ وهذا يعني أن بطانة الأمعاء تتمزق ربما بسبب عدوى غازية (مثل عدوى المطثية العسيرة أو عَدوى الشيغيلة Shigella) أو نوبة داء الأمعاء الالتهابي (IBD)، أما القيء المستمر فيعني أن آلية العلاج المنزلي (الشرب) قد فشلت، وهذه العلامات تعني أن العلاج المنزلي لم يعد كافياً وأنك بحاجة لتدخل طبي ربما سوائل وريدية أو تشخيص دقيق.
أعراض الإسهال عند الكبار والعلامات المصاحبة الخطيرة
ليست كل الإسهال متشابهة عند الكبار، فالإسهال هو طيف يتراوح من مزعج إلى مهدد للحياة، ولابد من أن تعرف الفارق بين كل نوع وآخر، وهنا سنفصل لك الفارق بين أعراض الإسهال عند الكبار الخفيفة والأعراض الشديدة لتعرف متى تقلق ومتى تطمئن.
أعراض الإسهال الخفيف الشائع عند الكبار
الإسهال الخفيف هو النوع الأكثر شيوعاً ويُعرَّف بأنه بضع نوبات إسهال في اليوم، وعادة ما يزول من تلقاء نفسه خلال يوم أو يومين. كما أن الأعراض المصاحبة له عادة ما تكون مزعجة ولكنها ليست خطيرة ولا تتضمن علامات الخطر، وهذه الأعراض هي كالتالي:
- براز رخو أو مائي.
- الحاجة الملحة والمتكررة لدخول الحمام.
- تقلصات خفيفة إلى متوسطة في البطن.
- الانتفاخ والغازات.
- الغثيان.
هذه هي أعراض الإسهال عند الكبار التي يمكن إدارتها في المنزل بأمان، فهي تعتبر إزعاجاً وليست مرض جهازي، وطالما لا توجد علامات خطر (كالحمى الشديدة أو الدم أو الألم المبرح) فإن الهدف هو الراحة وشرب الكثير من السوائل لتعويض الفاقد وانتظار زوال الأعراض.
أعراض الإسهال الشديد عند الكبار ومتى يقلقنا
ننتقل الآن إلى الإسهال الشديد عند الكبار، وهنا تتجاوز الحالة من الإزعاج إلى الخطر؛ حيث يُعرَّف الإسهال الشديد طبياً بأنه خروج أكثر من 10 نوبات براز مائي خلال 24 ساعة.
الأعراض التي تنقل الإسهال من خفيف إلى شديد وتستدعي القلق هي:
- التكرار الشديد (أكثر من 10 مرات يومياً).
- الألم الشديد المستمر.
- الحمى المصاحبة.
- رؤية دم واضح أو مخاط في البراز.
- علامات الجفاف الواضحة.
- فقدان الوزن (في الحالات المزمنة).
السمة المميزة للإسهال الشديد عند الكبار هي التكرار، وهذا التكرار بحد ذاته هو آلية الخطر لأنه يجعل فقدان السوائل أكبر بكثير من القدرة على التعويض، وهذا هو السبب في أن الإسهال الشديد يتطلب غالباً سوائل وريدية في المستشفى لكسر حلقة الجفاف.
إنه لمن المهم جداً تقييم شدة الإسهال من لونه، وللإجابة على سؤال ما لون الإسهال الخطير؟ نستعرض لك الجدول التالي:
| اللون | ماذا يعني هذا اللون؟ | ماذا عليك أن تفعل؟ |
|---|---|---|
| أسود قطراني | وجود نزيف في الجهاز الهضمي العلوي (مثل المعدة) | الذهاب إلى الطوارئ فوراً |
| أحمر فاتح | وجود نزيف في الجهاز الهضمي السفلي (مثل القولون) | |
| أبيض أو طيني | وجود انسداد في القنوات الصفراوية (نقص العصارة الصفراوية) | مراجعة الطبيب |
| أصفر ودهني | بسبب سوء امتصاص الدهون (مثل الداء البطني أو مشكلة بالبنكرياس) | أيضاً مراجعة الطبيب |
| أخضر | بسبب مرور سريع جداً للطعام (طبيعي مع الإسهال) | غالباً لا يستدعي القلق |
خلاصة هذا الجدول بسيطة وهي أن اللون البني بجميع درجاته وحتى اللون الأخضر يُعتبر طبيعياً، لكن اللون الأحمر أو الأسود يعني وجود نزيف وهو دائماً يعتبر حالة من الحالات الطارئة، واللون الأبيض يعني انسداد وهو حالة طبية جدية تتطلب مراجعة الطبيب، أما اللون الأصفر الدهني فهو علامة على سوء الامتصاص ويحتاج للتقييم.
الإسهال مع القيء أو الحرارة أو ألم البطن الشديد
إن اجتماع هذه الأعراض (الحمى والألم الشديد والقيء) مع الإسهال ينقل الحالة من مزعجة إلى خطيرة، وهذه العناصر الثلاثة هي تجميع لأخطر العلامات الخطيرة للإسهال، وفيما يلي توضيح لما يعنيه هذا المزيج الخطير بالنسبة لك:
- الإسهال مع القيء يعنب تسارع كارثي نحو الجفاف.
- الإسهال مع الحمى العالية هما علامة على وجود عدوى جهازية أو التهاب شديد.
- الإسهال مع الألم الشديد هما إشارة إلى وجود التهاب عميق أو غزو لبطانة الأمعاء.
يعد الإسهال والقيء عند الكبار هو الأخطر لأنه يسرّع الجفاف بشكل هائل حيث يفقد الجسم السوائل من مخرجين وفي نفس الوقت يمنع دخول السوائل من المدخل (الفم بسبب القيء)، وهذا بدوره يقلص نافذة العلاج المنزلي من "أيام" إلى "ساعات".
هذه الأعراض الثلاث هي التعريف الكلاسيكي للإسهال الالتهابي وقد يعني عدوى بكتيرية غازية أو داء الأمعاء الالتهابي (IBD) وكلاهما يتطلب تشخيصاً طبياً وعلاجاً متخصصاً.
علاج الإسهال عند الكبار في المنزل ومتى نذهب للطبيب
تعتمد استراتيجية علاج الإسهال عند الكبار كلياً على الشدة؛ فالإسهال الخفيف يمكن إدارته بفعالية في المنزل والهدف هو الراحة والتعويض، ولكن الإسهال الشديد أو المزمن يتطلب تدخلاً طبياً لتحديد السبب وعلاج المضاعفات، وهنا سنوجهك لكيفية التعامل مع كل حالة.
نصائح أولية في كيفية التعامل مع الإسهال البسيط عند الكبار
يقوم علاج الإسهال البسيط عند الكبار على ركيزتين: تعويض ما تفقده (السوائل والأملاح)، وإراحة جهازك الهضمي (الطعام)، والركيزة الأولى والتي هي تعويض السوائل تعتبر أهم خطوة على الإطلاق، وهي كالتالي:
- محلول معالجة الجفاف (ORS) أو محلول الارواء.
- الماء.
- المرق (خاصة المرق المالح لتعويض الصوديوم).
- المشروبات الرياضية (مثل Gatorade).
- العصائر المخففة (تجنب العصائر المركزة كعصير التفاح).
أفضل خيار هو محلول معالجة الجفاف (الذي يباع في الصيدليات) لأنه يحتوي على المزيج المثالي من الماء والسكر والأملاح الذي يحتاجه جسمك، وعلى الاتجاه المقابل تجنب تماماً المشروبات التي تزيد الجفاف وأهمها الكافيين (كالقهوة) والكحول لأنها مدرة للبول.
أما الركيزة الثانية فهي الأطعمة الخفيفة (حمية BRAT)، والغاية منها هي تناول أطعمة تعمل على ترابط البراز مع بعضه البعض فيحصل على بعض التماسك، ومن أبرز هذه الأطعمة:
- الموز (Bananas) (يعوض البوتاسيوم).
- الأرز الأبيض (Rice).
- صلصة التفاح (Applesauce).
- الخبز الأبيض المحمص (Toast).
- البطاطس المسلوقة أو الدجاج (بدون جلد).
هذه الأطعمة (حمية برات) فعالة لأنها منخفضة الألياف وتعمل على ترابط الطعام مع بعضه، وعلى النقيض تماماً فإنه لابد من تجنب الأطعمة التي تهيج الأمعاء كالأطعمة الدهنية والحارة وعالية الألياف، كما يجب تجنب منتجات الألبان في الأيام الأولى لأن الإسهال قد يسبب عدم تحمل اللاكتوز مؤقتاً، والاستثناء الوحيد هنا هو الزبادي المحتوي على البروبيوتيك الذي قد يساعد في استعادة توازن البكتيريا.
علاج الإسهال الشديد عند الكبار تحت إشراف طبي
عندما يفشل علاج الإسهال عند الكبار في المنزل أو عند وجود علامات الخطر الحمراء (حمى أو دم أو ألم شديد) فإنه علاج الإسهال الشديد لا يمكن إلا من خلال الطبيب وبشكل عاجل، حيث سيعمل طبيبُك على:
- تعويض السوائل عبر الوريد (IV Fluids).
- استخدام الأدوية المضادة للإسهال (مثل اللوبراميد).
- استخدام المضادات الحيوية (في حالات محددة جداً).
- علاج السبب الأساسي.
الكثيرون يبحثون عن علاج يوقف الإسهال بسرعة للكبار واللوبراميد (Imodium) يفعل ذلك، لكن هذا هو الفخ الأكبر في علاج الإسهال حيث يُمنع منعاً باتاً استخدام هذه الأدوية إذا كان الإسهال مصحوباً بحمى عالية أو دم في البراز، لماذا برأيك؟ لأن الإسهال في هذه الحالة هو آلية دفاعية لطرد العدوى الغازية؛ وإيقاف الإسهال يعني حبس الجراثيم والسموم داخل الجسم وبالتالي تفاقم العدوى بشكل خطير.
أما الفخ الثاني هو المضادات الحيوية، حيث أن أغلب حالات الإسهال الحاد تكون بسبب فيروسيات، والمضادات الحيوية لن تفعل شيئاً سوى زيادة الأمر سوءاً (قد تسبب أيضاً إسهال عدوى المطثية العسيرة)، لذلك فهي نادراً ما تُوصف ولا تُعطى إلا بعد تشخيص يؤكد وجود عدوى بكتيرية أو طفيلية تستدعي ذلك.
علاج الإسهال المزمن عند كبار السن بالتعامل مع السبب
في حالة الإسهال المزمن عند كبار السن فإنه لا يوجد علاج سريع، فالعلاج هنا الغاية منه هي ليست إيقاف العرض (الاسهال) ليوم واحد بل يهدف إلى "إدارة المرض" المسبب له، والتشخيص الصحيح هو أهم خطوة في العلاج.
تختلف الأدوية الفعالة للإسهال المزمن بشكل جذري باختلاف السبب الجذري؛ فالعلاجات شديد التخصص، بمعنى أن كل علاج يكون مناسب لنوع واحد محدد فقط ولا يجب استخدام أي علاج لعلاج سبب آخر، ومن أبرز هذه العلاجات:
- الداء البطني (Celiac) - العلاج فيه هو الالتزام بحمية خالية من الغلوتين مدى الحياة.
- داء الأمعاء الالتهابي (IBD) - العلاج هنا يكون بأدوية مضادة للالتهاب ومثبطات المناعة.
- أما متلازمة القولون العصبي (IBS) - فالعلاج فيها يكون بتعديل النظام الغذائي (مثل حمية فودماب).
- عدم تحمل اللاكتوز - العلاج بتجنب الألبان أو تناول إنزيم اللاكتاز.
- الإسهال الدوائي - العلاج فيه هو مراجعة الطبيب لتغيير الدواء المسبب.
كما ترى فإنه لا وجود لعلاج خارق واحد مخصص للكل، فمثلاً أدوية الإسهال المزمن لمرضى داء الأمعاء الالتهابي لن تفعل شيئاً لمرضى الداء البطني، والوصول للعلاج الفعال يجب أن يسبقه تشخيص دقيق، وهذا يستلزم على الطبيب إجراء فحوصات محددة مثل تحليل البراز أو تنظير القولون مع أخذ خزعات من النسيج، فالصبر على التشخيص هو الطريق الوحيد لإدارة الإسهال المزمن بفعالية.
كيفية الوقاية من الإسهال عند الكبار وتقليل تكراره
في حين أنه لا يمكن منع جميع اسباب الإسهال عند الكبار (مثل الأمراض المزمنة) إلا أن النوع الأكثر شيوعاً (الإسهال المعدي) يمكن الوقاية منه بفعالية؛ حيث أن الوقاية تعتمد على ركيزتين بسيطتين: نظافة اليدين، وسلامة الغذاء.
والركيزة الأولى للوقاية من الاسهال عند الكبار والتي هي نظافة اليدين هي أهم خطوة على الإطلاق، وهي كالتالي:
- استخدام الماء الدافئ والصابون لمدة 20 ثانية.
- غسل اليدين قبل تحضير الطعام وبعده.
- غسل اليدين بعد استخدام الحمام أو تغيير الحفاضات.
- غسل اليدين بعد التعامل مع اللحوم النيئة.
لا تستهن بهذه الخطوات؛ فغسل الأيدي هو خط الدفاع الأول والأخير ضد الفيروسات المسببة للاسهال عند الكبار والتي لا علاج لها والتي تنتقل بسهولة عبر الأسطح الملوثة.
أما الركيزة الثانية للوقاية من الإسهال عند الكبار والتي هي سلامة الغذاء فتسمى "مبادئ المطبخ الأربعة"، والتي هي:
- التنظيف - غسل الأسطح والألواح والخضروات.
- الفصل - فصل اللحوم النيئة عن الأطعمة الجاهزة.
- الطهي - طهي اللحوم جيداً لدرجة الحرارة الآمنة.
- التبريد - تبريد بقايا الطعام في الثلاجة فوراً.
تُعتبر هذه المبادئ الأربعة هي حجر الأساس للوقاية من الإسهال الناتج من التسمم الغذائي، أما للوقاية من الإسهال لكبار السن فتُضاف خطوتان:
- الوقاية عند السفر وتجنب ماء الصنبور والثلج غير الموثوق.
- الوقاية من الأسباب المزمنة من خلال تجنب المحفزات المعروفة كالألبان إذا كان هناك عدم تحمل اللاكتوز ومراجعة الأدوية بانتظام.
الأسئلة الشائعة عن مسببات الإسهال عند الكبار
تصلنا أسئلة كثيرة حول مسببات الإسهال عند الكبار وقد جمعنا لك هنا إجابات مبسطة ومباشرة لأكثر هذه الأسئلة شيوعاً:
متى يصبح الإسهال غير طبيعي؟
يُعد الإسهال العرضي الذي يستمر ليوم أو يومين أمراً شائعاً ولا يستدعي القلق عادة، أما عندما يستمر الإسهال لأكثر من يومين دون أي تحسن أو إذا كان متكرراً بشكل ملحوظ بما يزيد على عشر مرات في اليوم فذلك يشير إلى حالة غير طبيعية تستوجب الانتباه الطبي. يزداد القلق إذا رافق الإسهال ظهور علامات خطر كارتفاع شديد في درجة الحرارة أو ألم قوي في البطن أو وجود دم في البراز، فهذه المؤشرات تدل على مشكلة مرضية أعمق تحتاج إلى تقييم عاجل.
متى يكون الإسهال خطيراً للكبار؟
يصبح الإسهال خطيراً لدى الكبار بسبب قابلية أجسامهم العالية للإصابة بالجفاف بسرعة، إذ يفقد الجسم السوائل والأملاح الضرورية بوتيرة تفوق قدرته على التعويض، ويُعد الإسهال في غاية الخطورة عندما تظهر أعراض الجفاف مثل الشعور بالدوخة عند الوقوف أو ضعف التركيز والارتباك الذهني المفاجئ أو انخفاض كمية البول. كذلك يُعتبر خطيراً إذا كان البراز أسود أو أحمر لأن ذلك يشير إلى وجود نزيف داخلي أو إذا كان المريض يعاني من أمراض مزمنة في القلب أو الكلى لأن الجفاف في هذه الحالة قد يؤدي إلى مضاعفات حادة.
ما هو المرض الذي يسبب الإسهال؟
لا يمكن حصر الإسهال بمرض واحد محدد، فأسباب الإسهال عند الكبار متعددة ومتباينة بحسب الحالة، فقد يكون السبب مرضاً عابراً مثل العدوى الفيروسية كالنوروفيروس أو عدوى بكتيرية مثل التسمم الغذائي، وقد يكون مرضاً مزمناً يستمر مدى الحياة مثل داء الأمعاء الالتهابي (IBD) أو الداء البطني (حساسية القمح)، وكلا النوعين يستلزم فحصاً دقيقاً لتحديد العلاج المناسب.
ما هو السبب الرئيسي للإسهال عند البالغين؟
يختلف السبب الرئيسي باختلاف مدة الإسهال، والسبب الأبرز في الإسهال المفاجئ أو الحاد عادة هو العدوى الفيروسية المعروفة باسم "إنفلونزا المعدة"، أما في الإسهال المزمن الذي يستمر لأكثر من أربعة أسابيع فغالباً ما يكون نتيجة اضطراب وظيفي مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) أو أحد الآثار الجانبية للأدوية التي تؤثر في حركة الأمعاء أو امتصاص السوائل، لذلك لا بد من مراجعة الطبيب لتحديد السبب الدقيق.
ما هي أسباب الإسهال الشديد؟
يحدث الإسهال الشديد عند الكبار عندما تتجاوز عدد مرات التبرز عشر مرات يومياً، وغالباً ما ينتج عن عدوى بكتيرية غازية مثل السالمونيلا أو المطثية العسيرة (C. diff) التي تصيب الأمعاء بعد استخدام المضادات الحيوية. كما يمكن أن يرتبط بنوبات حادة من داء الأمعاء الالتهابي (IBD)، وفي بعض المناطق الموبوءة قد يكون بسبب الكوليرا التي تؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل خلال فترة قصيرة.
ما لون الإسهال الخطير؟
الألوان الشائعة كالبني أو الأخضر لا تشكل عادة مصدر قلق لأنها ناتجة عن نوعية الطعام أو سرعة مرور البراز في الأمعاء، أما لون الإسهال الخطير فهو الأحمر الفاتح أو الأسود القطراني فكلاهما يشير إلى نزيف في الجهاز الهضمي ويستدعي التوجه إلى الطوارئ فوراً، كما أن اللون الأبيض أو الطيني يُعد علامة تحذيرية على خلل في الكبد أو انسداد في القنوات الصفراوية ما يتطلب فحصاً طبياً عاجلاً.
ما هي أسرع طريقة لوقف الإسهال؟
تُعد أسرع طريقة لوقف الإسهال البسيط في المنزل استخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية مثل اللوبراميد (Imodium) مع الالتزام بحمية (BRAT) التي تعتمد على الموز والأرز والتفاح والخبز المحمص للمساعدة على تماسك البراز، لكن يجب الانتباه جيداً إلى أن استعمال هذه الأدوية ممنوع إذا كان الإسهال مصحوباً بارتفاع في الحرارة أو وجود دم في البراز لأن إيقاف حركة الأمعاء في هذه الحالة قد يؤدي إلى احتباس العدوى داخل الجهاز الهضمي ويزيد من سوء الحالة بدلاً من تحسينها.
الخاتمة
لقد استعرضنا في هذا المقال النطاق الواسع لاسباب الإسهال عند الكبار بدءًا من العدوى الفيروسية والبكتيرية، ومرورًا بالأطعمة غير المناسبة للجسم، والآثار الجانبية لبعض الأدوية، ووصولًا إلى الأمراض المزمنة؛ ويبقى إدراك الفرق بين الإسهال العابر والإسهال الخطير هو الرسالة الأهم للقارئ.
والسر هو في متابعة ما يُعرف بالعلامات الحمراء التي تشمل المدة والحمى ووجود الدم وعلامات الجفاف؛ ويمكن التعامل مع الإسهال البسيط بالسوائل والراحة، لذلك يجب عدم التردد في استشارة الطبيب عند ظهور أي علامة من علامات الخطر أو عندما يستمر الإسهال أكثر من 48 ساعة دون تحسن.
إخلاء المسؤولية الطبية
المحتوى الوارد في هذا المقال على موقع كبسولة يقدَّم بهدف التثقيف الصحي العام، ولا يقدَّم بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة لأن أسباب الاسهال عند الكبار تختلف تبعًا للتاريخ الصحي لكل فرد، ويعني ذلك أنّ هذا المقال ليس تشخيصًا، وأن الاعتماد عليه بوصفه بديلًا عن زيارة الطبيب قد يعرّض صحتك لمخاطر غير ضرورية؛ لذلك يجب استشارة الطبيب دائمًا عند مواجهة أي أعراض مقلقة أو مستمرة.









إرسال تعليق