يبدأ علاج قلة دم الدورة الشهرية بإدراك طبيعة هذه الحالة التي تسبب القلق للكثير من النساء، فملاحظة أي تغيير في نمط الدورة الشهرية سواء في غزارتها أم مدتها قد تكون تجربة مقلقة ومربكة، والدورة الشهرية ليست مجرد عملية فسيولوجية بل هي مؤشر حيوي يعكس الصحة العامة للمرأة وتوازنها الهرموني.
لهذا فإن غايتنا من هذا المقال أن يكون مرشدك الموثوق فيأخذ بيدك خطوة بخطوة لفهم أسباب قلة دم الدورة ويوضح لكِ الأعراض التي تستدعي الانتباه ويقدم لكِ خيارات العلاج المتاحة سواء كانت طبية أم تغييرات في نمط الحياة لنمنحكِ الوضوح والطمأنينة التي تستحقينها.
أعراض قلة دم الدورة الشهرية التي يجب الانتباه إليها
يُطلق على قلة دم الحيض طبياً مصطلح "قلة الطمث" أو (Hypomenorrhea) ويُعرَّف بأنه تدفق دم حيض خفيف للغاية، ولكي تتمكني من تقييم حالتكِ بشكل موضوعي لا بد من مقارنتها بالمعدل الطبيعي، حيث يتراوح متوسط كمية الدم المفقود خلال الدورة الشهرية الواحدة بين 30 إلى 60 ملليلتر (ما يعادل 2 إلى 4 ملاعق كبيرة) وتستمر عادةً لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 أيام.
تُعتبر الدورة الشهرية خفيفة إذا لاحظتِ تغيراً واضحاً عن نمطك المعتاد، وتتضمن العلامات الرئيسية التي تشير إلى أن دورتك الشهرية قد تكون أخف من المعتاد ما يلي:
- استمرار النزيف لأقل من يومين.
- كمية دم قليلة جداً تشبه التبقيع (Spotting).
- الحاجة إلى تغيير عدد أقل من الفوط الصحية أو السدادات القطنية عن المعتاد.
- غياب الحاجة لتغيير الفوط الصحية أثناء الليل.
- لون الدم قد يكون أفتح أو أغمق (بني) من المعتاد.
من المهم التمييز بين الدورة الخفيفة والتبقيع (Spotting) فالتبقيع هو نزيف خفيف جداً يحدث بين الدورات الشهرية ولا يتطلب عادةً استخدام منتجات الدورة الشهرية، بينما الدورة الخفيفة تحدث في وقت دورتك المتوقع ولكن بكمية أقل، وإن تدوين هذه الأعراض ومراقبة نمط دورتكِ لعدة أشهر يمكن أن يوفر معلومات قيمة لكِ ولطبيبكِ.
ما هي اسباب قلة دم الدورة الشهرية فجأة؟
تتنوع اسباب قلة نزول دم الدورة الشهرية للغاية فتتراوح بين التغيرات الفسيولوجية الطبيعية تماماً وتأثيرات نمط الحياة وصولاً إلى بعض الحالات الطبية التي تتطلب اهتماماً، وإن فهم السبب الكامن وراء هذا التغيير هو الخطوة الأولى والأساسية نحو إيجاد الحل المناسب وهو ما يمنحكِ القدرة على التعامل مع الموقف بوعي وطمأنينة.
اسباب قلة دم الدورة الطبيعية
في كثير من الأحيان تكون قلة دم الدورة جزءاً من التغيرات الطبيعية التي يمر بها جسم المرأة خلال مراحل حياتها المختلفة، وهذه الأسباب لا تدعو للقلق عادةً وتعتبر استجابة فسيولوجية طبيعية للجسم، ومنها ما يأتي:
1- العمر
تتغير الدورة الشهرية مع تقدم العمر، ففي سنوات المراهقة الأولى بعد بدء الحيض تكون الدورات غير منتظمة في كثير من الأحيان وقد تكون خفيفة جداً لأن المحور الهرموني الذي ينظم الدورة لم ينضج بالكامل بعد.
وبالمثل مع اقتراب المرأة من سن انقطاع الطمث (مرحلة ما قبل انقطاع الطمث) التي تبدأ عادةً في الأربعينيات من العمر تصبح عملية التبويض غير منتظمة مما يؤدي إلى تغيرات في الدورة كأن تصبح أقصر أو أطول وأخف أو أغزر.
2- الحمل
رغم أن غياب الدورة هو العلامة الأكثر شيوعاً للحمل إلا أن بعض النساء يلاحظن نزيفاً خفيفاً جداً أو تبقيعاً في وقت قريب من موعد الدورة المتوقع.
يُعرف هذا بـ "نزيف الانغراس" ويحدث عندما تلتصق البويضة المخصبة بجدار الرحم وعادة ما يكون لونه وردياً أو بنياً ويستمر ليوم أو يومين فقط وهو يختلف تماماً عن دم الدورة المعتاد.
3- الرضاعة الطبيعية
بعد الولادة تؤثر الرضاعة الطبيعية بشكل كبير على عودة الدورة الشهرية، فالهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب وهو البرولاكتين يثبط عملية التبويض ويؤخر عودة الدورة.
عندما تعود الدورة أثناء الرضاعة فإنها غالباً ما تكون خفيفة وغير منتظمة في البداية وهذا أمر طبيعي تماماً ولا يستدعي القلق.
تأثير نمط الحياة على قلة دم الدورة
انتظام الدورة الشهرية يعتبر مرآة دقيقة للصحة العامة والتوازن الداخلي للجسم، ولذلك فإن عوامل نمط الحياة اليومية لها تأثير مباشر وعميق على هذا التوازن الهرموني الدقيق مما قد يؤدي إلى قلة دم الدورة بسبب التوتر أو غيره من العوامل، ومنها:
1- التوتر والإجهاد النفسي
يؤثر الإجهاد النفسي والتوتر المزمن بشكل مباشر على منطقة في الدماغ تسمى "تحت المهاد" (Hypothalamus) وهي المسؤولة عن تنظيم الهرمونات التي تتحكم في الدورة الشهرية.
ويمكن أن يؤدي التوتر الشديد إلى تعطيل هذه الإشارات الهرمونية مؤقتاً مما يمنع التبويض ويؤدي إلى دورات خفيفة جداً أو حتى غيابها بالكامل، وبمجرد انخفاض مستوى التوتر فإن الدورة تعود عادةً إلى طبيعتها.
2- التغيرات في الوزن
إن الحفاظ على وزن صحي أمر بالغ الأهمية للتوازن الهرموني، فالنقص الشديد في الوزن (أقل من المعدل الطبيعي بحوالي 10%) وانخفاض نسبة الدهون في الجسم يمكن أن يوقف عمل الهرمونات بشكل طبيعي مما يؤدي إلى توقف التبويض.
وبالمثل فإن الزيادة الكبيرة والسريعة في الوزن يمكن أن تسبب خللاً هرمونياً يؤدي إلى دورات غير منتظمة وخفيفة، وترتبط اضطرابات الأكل كفقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي ارتباطاً وثيقاً بهذه التغيرات.
3- التمارين الرياضية المفرطة
قد تلاحظ النساء اللاتي يمارسن أنشطة رياضية شاقة كالعداءات أو الرياضيات المحترفات تغيراً في دوراتهن الشهرية، فالجمع بين انخفاض نسبة الدهون في الجسم والإجهاد البدني واستهلاك الطاقة العالي يمكن أن يعطل الإشارات الهرمونية من الدماغ إلى المبيضين مما يؤدي إلى دورات خفيفة أو متقطعة.
قلة دم الدورة بعد حبوب منع الحمل وأدوية أخرى
تُعد الأدوية وخاصة وسائل منع الحمل الهرمونية من أسباب قلة دم الدورة الشائعة جداً، وفي معظم الحالات يكون هذا التغيير تأثيراً متوقعاً ومقصوداً لهذه العلاجات، ونفصلها كالتالي:
وسائل منع الحمل الهرمونية
تعتبر وسائل منع الحمل الهرمونية كحبوب منع الحمل واللولب الهرموني والحقن والغرسات سبباً شائعاً جداً لـ قلة دم الدورة بعد حبوب منع الحمل، حيث تعمل هذه الوسائل عن طريق توفير جرعات منخفضة من الهرمونات التي تمنع التبويض وتقلل من نمو بطانة الرحم.
وبما أن دم الحيض هو في الأساس انسلاخ لهذه البطانة فكلما كانت البطانة أرق كان النزيف أخف، وهذا التأثير يعتبره الكثير من النساء ميزة إضافية لهذه الوسائل.
أدوية أخرى
إلى جانب وسائل منع الحمل هناك أدوية أخرى يمكن أن تؤثر على انتظام الدورة الشهرية وكمية تدفقها، وتشمل هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب وأدوية الغدة الدرقية والمنشطات (الكورتيزون) وبعض أدوية الصرع أو العلاج الكيميائي.
فإذا لاحظتِ تغيراً في دورتكِ بعد البدء في دواء جديد فمن الضروري مناقشة الأمر مع طبيبكِ.
اسباب قلة دم الدورة المرضية
تكون قلة كمية دم الدورة الشهرية في بعض الحالات علامة على وجود حالة طبية كامنة تحتاج إلى تشخيص وعلاج، وإن تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة لذا فإن الوعي بها أمر ضروري، ومن هذه الحالات:
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)
تُعد متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) أحد أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعاً بين النساء في سن الإنجاب وهي سبب رئيسي لعدم انتظام الدورة الشهرية.
تتميز هذه الحالة بارتفاع مستويات الهرمونات الذكورية (الأندروجينات) مما يعيق عملية التبويض بانتظام، ونتيجة لذلك قد تعاني النساء المصابات بـ تكيس المبايض وقلة دم الدورة من دورات متباعدة جداً أو خفيفة أو غائبة تماماً.
اضطرابات الغدة الدرقية
تلعب الغدة الدرقية دوراً محورياً في تنظيم عملية الأيض والهرمونات في الجسم بما في ذلك الهرمونات التناسلية، ويمكن لكل من فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) وقصورها (Hypothyroidism) أن يسببا خللاً في التوازن الهرموني مما يؤدي إلى مجموعة من الاضطرابات في الدورة الشهرية بما في ذلك قلة نزول دم الدورة.
مشاكل في الرحم
قد تكون المشكلة في حالات نادرة هيكلية داخل الرحم نفسه، فمتلازمة أشرمان (Asherman's syndrome) - والتي هي حالة تتكون فيها أنسجة ندبية أو التصاقات داخل تجويف الرحم غالباً بعد عمليات جراحية مثل التوسيع والكحت (D&C) - يمكن أن تقلل من مساحة بطانة الرحم المتاحة للنمو والانسلاخ مما يؤدي إلى دورات خفيفة جداً أو غيابها تماماً.
فشل المبيض المبكر
يُعرف فشل المبيض المبكر أو قصور المبيض الأولي بأنه فقدان الوظيفة الطبيعية للمبيضين قبل سن الأربعين، ففي هذه الحالة يتضاءل مخزون البويضات في المبيضين مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج هرمون الإستروجين، ونتيجة لذلك تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة وخفيفة جداً وقد تتوقف تماماً في نهاية المطاف.
إدراك هذه الأسباب المتعددة يبين لنا بشكل واضح أن قلة دم الدورة الشهرية ليست مجرد مشكلة موضعية بل هي غالباً عرض يعكس حالة الجسم بأكمله، فهي إشارة قد تدل على وجود خلل في التوازن الهرموني أو استجابة للإجهاد النفسي والجسدي أو علامة على حالة طبية تتطلب الانتباه.
قلة دم الدورة وضعف التبويض - هل تمنع الحمل؟
إن السؤال حول هل قلة دم الدورة تمنع الحمل هو بلا شك أحد أكبر المخاوف التي تدفع المرأة للبحث عن إجابات وهو قلق مشروع ومفهوم تماماً.
والإجابة المباشرة والمطمئنة هي أن الدورة الخفيفة بحد ذاتها لا تعني بالضرورة وجود مشكلة في الخصوبة أو أنها تمنع الحمل، فالعديد من النساء اللاتي لديهن دورات خفيفة بشكل طبيعي يتمتعن بخصوبة جيدة ويحملن دون أي مشاكل.
يكمن مفتاح فهم هذه العلاقة في التمييز بين كمية الدم وعملية التبويض، فالدورة الشهرية هي نتيجة انسلاخ بطانة الرحم التي نمت استعداداً لاستقبال بويضة مخصبة، أما الخصوبة فتعتمد بشكل أساسي على حدوث التبويض أي إطلاق بويضة ناضجة من المبيض.
وفي بعض الحالات يمكن أن تكون قلة دم الدورة مرتبطة بضعف التبويض (Anovulation) حيث لا يتم إطلاق بويضة وبالتالي تكون الإشارات الهرمونية التي تبني بطانة رحم سميكة ضعيفة أو غائبة مما ينتج عنه نزيف خفيف وغير منتظم.
من المهم هنا توضيح الفرق بين مفهومين يختلطان على الكثيرين:
- ضعف التبويض (Ovulation Dysfunction): هي مشكلة وظيفية تعني أن التبويض لا يحدث بانتظام أو لا يحدث على الإطلاق، وهذا هو السبب الأكثر شيوعاً للعقم المرتبط بالدورة غير المنتظمة وهو قابل للعلاج في كثير من الحالات.
- ضعف مخزون المبيض (Low Ovarian Reserve): يشير هذا المصطلح إلى انخفاض عدد البويضات المتبقية في المبيضين وهو مرتبط بشكل أساسي بالعمر، ورغم أنه يؤثر على الخصوبة إلا أنه لا يرتبط بالضرورة بكمية دم الدورة.
إن المؤشر الأهم الذي يجب الانتباه إليه ليس حجم التدفق بل انتظام الدورة، فالدورة الشهرية المنتظمة حتى لو كانت خفيفة فهي علامة قوية على أن التبويض يحدث بانتظام.
أما إذا كانت دورتكِ الخفيفة مصحوبة بعدم انتظام شديد أو غيابها لأشهر فهنا يصبح الأمر مؤشراً على احتمال وجود مشكلة في التبويض وهو ما يستدعي استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد هل قلة دم الدورة يدل على ضعف التبويض في حالتكِ الخاصة أم لا.
ما هي طرق علاج قلة دم الدورة الشهرية؟
تعتمد الإجابة على سؤال "ما هو علاج قلة دم الدورة الشهرية" بشكل أساسي على تحديد السبب الكامن وراءها، فالعلاج لا يستهدف العرض (قلة الدم) بحد ذاته بل يركز على معالجة الخلل المسبب له.
تتنوع طرق علاج قلة دم الدورة الشهرية لتشمل الحلول الطبية والتعديلات على نمط الحياة بالإضافة إلى بعض العلاجات العشبية الداعمة مما يوفر نهجاً متكاملاً لاستعادة التوازن الطبيعي للجسم، ونفصلها كالتالي:
علاج قلة دم الدورة الشهرية بالدواء والحلول الطبية
عندما تكون أسباب قلة دم الدورة مرتبطة بحالة طبية أو خلل هرموني يصبح التدخل الطبي ضرورياً لاستعادة انتظام الدورة، ويهدف علاج قلة دم الدورة الشهرية بالدواء إلى تصحيح المسار الهرموني أو معالجة المشكلة الأساسية وهو ما يضمن عودة الجسم إلى إيقاعه الطبيعي، ومن أبرز علاجات قلة دم الدورة الشهرية بالأدوية ما يأتي:
1- تعديل أو تغيير وسائل منع الحمل
إذا كانت وسائل منع الحمل الهرمونية هي السبب في قلة دم الدورة الشهرية وكان هذا التغيير يسبب لكِ القلق فإن الحل يكون بسيطاً، ففي كثير من الأحيان يحتاج الجسم فقط إلى بضعة أشهر للتكيف مع وسيلة منع الحمل الجديدة.
ولكن إذا استمرت المشكلة أو كانت مزعجة فيمكن للطبيب اقتراح تغيير نوع الحبوب أو استبدال وسيلة منع الحمل بأخرى ذات تركيبة هرمونية مختلفة تناسب جسمكِ بشكل أفضل.
إن ظاهرة قلة دم الدورة بعد حبوب منع الحمل هي نتيجة متوقعة ومقصودة حيث تعمل هذه الوسائل على ترقيق بطانة الرحم لمنع الحمل مما يقلل من كمية الدم المنسلخة شهرياً.
وبالنسبة للعديد من النساء يُعتبر هذا التأثير ميزة مرحب بها ولكن التواصل المفتوح مع طبيبكِ يضمن أنكِ مرتاحة تماماً مع وسيلة منع الحمل التي تستخدمينها.
2- العلاجات الهرمونية
في حالات الخلل الهرموني كما هو الحال في متلازمة تكيس المبايض أو في فترة ما قبل انقطاع الطمث قد يصف الطبيب علاجات هرمونية لتنظيم الدورة.
تُستخدم حبوب منع الحمل المركبة بشكل شائع لإعادة ضبط الدورة وجعلها أكثر انتظاماً حيث توفر توازناً هرمونياً خارجياً يساعد على نمو وانسلاخ بطانة الرحم بشكل منتظم.
كما يمكن استخدام أدوية تحتوي على البروجستين فقط مثل ميدروكسي بروجستيرون لتحفيز نزول الدورة وتصحيح الخلل الهرموني، حيث تعمل هذه الأدوية على تحضير بطانة الرحم ثم السماح لها بالانسلاخ عند التوقف عن تناولها مما يحاكي الدورة الطبيعية ويمنع تراكم البطانة بشكل غير صحي.
3- علاج الحالات المسببة
إن النهج العلاجي الأكثر فعالية هو الذي يستهدف جذر المشكلة، فإذا كشفت الفحوصات عن وجود حالة طبية مسببة كاضطراب في الغدة الدرقية فإن علاج هذه الحالة باستخدام الأدوية المناسبة سيؤدي في معظم الأحيان إلى عودة الدورة الشهرية إلى طبيعتها.
وبالمثل إذا كان السبب هو تكيس المبايض وقلة دم الدورة فإن العلاج قد يشمل أدوية لتنظيم الهرمونات وتحسين حساسية الأنسولين.
في الحالات الهيكلية مثل متلازمة أشرمان تكون هناك حاجة إلى إجراء جراحي لإزالة الالتصاقات واستعادة صحة بطانة الرحم، وإن علاج قلة الدم اثناء الدورة الشهرية في هذه الحالات يعتمد كلياً على تصحيح المشكلة التشريحية الأساسية للسماح لبطانة الرحم بالنمو بشكل طبيعي مرة أخرى.
علاج نقص دم الدورة الشهرية بتغيير نمط الحياة
لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي يلعبه نمط الحياة في صحة الدورة الشهرية، ففي كثير من الحالات التي لا تكون فيها الأسباب مرضية يكون علاج نقص دم الدورة الشهرية ممكناً وفعالاً عبر إجراء تعديلات بسيطة ومستدامة على روتينكِ اليومي كالتالي:
1- إدارة التوتر
بما أن التوتر هو أحد المسببات الرئيسية لاضطرابات الدورة فإن إيجاد طرق فعالة لإدارته يعد خطوة علاجية أساسية، وإن قلة دم الدورة بسبب التوتر هي استجابة فسيولوجية مباشرة حيث يرسل الدماغ إشارات لـ "إيقاف" الوظائف غير الأساسية للبقاء على قيد الحياة بما في ذلك التكاثر.
يمكن لممارسات مختلفة أن تساعد في تهدئة الجهاز العصبي وإعادة التوازن إلى الهرمونات التي ينظمها الدماغ مما يساهم في انتظام الدورة الشهرية، ومن أبرز هذه الممارسات ما يلي:
- ممارسة اليوغا والتأمل بانتظام.
- تخصيص وقت للهوايات المهدئة.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم الليلي.
- تطبيق تقنيات التنفس العميق.
إن دمج هذه الأنشطة في روتينكِ اليومي لا يساعد فقط في تنظيم دورتكِ بل يحسن أيضاً من جودة حياتكِ بشكل عام ويمنحكِ شعوراً بالسيطرة على صحتكِ النفسية والجسدية.
2- الحفاظ على وزن صحي
يلعب وزن الجسم دوراً حاسماً في التوازن الهرموني لذا فإن الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه من خلال نظام غذائي متوازن هو حجر الزاوية في العلاج، فبالنسبة للنساء اللاتي يعانين من نقص الوزن يمكن لزيادة السعرات الحرارية بشكل صحي أن تعيد الدورة إلى مسارها.
أما بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة فإن فقدان نسبة بسيطة من الوزن يمكن أن يحسن بشكل كبير من انتظام التبويض والدورة.
إن قلة دم الدورة بعد الرجيم القاسي هي علامة واضحة على أن الجسم لا يحصل على الطاقة الكافية للحفاظ على وظائفه التناسلية، ومن المهم أن يكون أي نظام لفقدان الوزن متوازناً وتدريجياً مع التركيز على الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية لدعم الصحة الهرمونية.
3- ممارسة الرياضة باعتدال
النشاط البدني المنتظم مفيد جداً للصحة العامة ويساعد على تحسين الدورة الدموية وتقليل التوتر ولكن الاعتدال هو المفتاح، حيث يُنصح بممارسة التمارين المعتدلة كالمشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجات فهذه الأنشطة تعزز الصحة دون أن تضع ضغطاً مفرطاً على الجسم.
في المقابل يجب تجنب الإفراط في ممارسة التمارين الشاقة التي قد تزيد من إجهاد الجسم وتؤدي إلى تفاقم المشكلة، وإن سبب قلة دم الدورة لدى الرياضيات المحترفات غالباً ما يكون مزيجاً من الإجهاد البدني العالي وانخفاض نسبة الدهون في الجسم مما يؤكد على أهمية التوازن.
4- نظام غذائي متوازن
إن ما تأكلينه يؤثر بشكل مباشر على صحتكِ الهرمونية؛ لذلك فإن اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية الأساسية أمر ضروري، وقد يكون سبب قلة نزول دم الدورة الشهرية مرتبطاً بنقص في بعض العناصر الغذائية الحيوية التي تدعم إنتاج الهرمونات وصحة بطانة الرحم.
ركزي على تناول الأطعمة الكاملة وحاولي التقليل من الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة والكافيين، ومن أهم المجموعات الغذائية التي يجب التركيز عليها:
- الأطعمة الغنية بالحديد كاللحوم الحمراء والخضروات الورقية.
- الدهون الصحية مثل الأفوكادو والمكسرات وزيت الزيتون.
- البروتينات عالية الجودة من مصادر متنوعة.
- الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 كالأسماك الدهنية.
إن تزويد جسمكِ بهذه اللبنات الأساسية يمنحه الأدوات التي يحتاجها للحفاظ على توازن هرموني صحي مما ينعكس إيجاباً على انتظام وقوة دورتكِ الشهرية.
علاج قلة دم الدورة الشهرية بالاعشاب
يلجأ الكثير منا إلى العلاجات الطبيعية كجزء من رحلتنا الصحية ويحظى علاج قلة دم الدورة الشهرية بالأعشاب باهتمام كبير، ومع ذلك من الضروري التأكيد على أن العلاجات العشبية يمكن أن تتفاعل مع الأدوية الأخرى ولها آثار جانبية لذا يجب دائمًا استشارة طبيبكِ أو أخصائي رعاية صحية مؤهل قبل البدء في استخدام أي مكمل عشبي، ومن الأعشاب المستخدمة في علاج قلة دم الدورة الشهرية:
1- الزنجبيل
يُعرف الزنجبيل بخصائصه المضادة للالتهابات وقدرته على تحسين الدورة الدموية ويُستخدم تقليدياً للمساعدة في تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف آلامها، ويمكن تناول شاي الزنجبيل الدافئ للمساعدة في تدفئة الجسم وتعزيز تدفق الدم مما قد يساهم في تحسين تدفق الدورة الخفيفة.
تحضير شاي الزنجبيل الطازج بإضافة شرائح من جذور الزنجبيل إلى الماء المغلي وتركه لبضع دقائق هو طريقة بسيطة وفعالة للاستفادة من خصائصه، ومع ذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف أو يتناولون أدوية مسيلة للدم استشارة الطبيب قبل استخدامه بانتظام.
2- القرفة
تُظهر بعض الأبحاث أن القرفة قد تساعد في تنظيم الدورة الشهرية خاصة لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، كما أنها تساعد على تحسين حساسية الأنسولين، ويمكن إضافة القرفة إلى المشروبات الدافئة أو الطعام للاستفادة من خصائصها مما يجعلها إضافة سهلة ولذيذة للنظام الغذائي اليومي.
بما أن مقاومة الأنسولين هي أحد العوامل الرئيسية في تكيس المبايض وقلة دم الدورة الشهرية فإن قدرة القرفة على تحسين استجابة الجسم للأنسولين قد تساهم بشكل غير مباشر في استعادة التوازن الهرموني، ويمكن رشها على الشوفان أو إضافتها إلى الزبادي أو شاي الأعشاب.
3- الكركم
يحتوي الكركم على مركب الكركمين الذي يتمتع بخصائص قوية مضادة للالتهابات ويُعتقد أنه يساعد في موازنة الهرمونات، ورغم أن الأدلة على زيادة تدفق الدم مباشرةً لا تزال غير قوية إلا أن تأثيره الإيجابي على الصحة العامة وتقليل الالتهاب الجهازي قد ينعكس على انتظام الدورة.
يمكن تحضير "الحليب الذهبي" عن طريق مزج مسحوق الكركم مع الحليب الدافئ (النباتي أو الحيواني) والقليل من الفلفل الأسود لزيادة امتصاص الكركمين، ويُعتبر هذا المشروب طريقة مهدئة لدعم الصحة العامة والتي بدورها تدعم صحة الدورة الشهرية.
4- البقدونس
يُعرف البقدونس في الطب الشعبي بأنه "مُدِر للطمث" (Emmenagogue) أي أنه يساعد على تحفيز تدفق الدورة الشهرية، ومع ذلك لا توجد أدلة علمية قوية تدعم هذا الاستخدام ويجب استخدامه بحذر شديد خاصةً أنه يمكن أن يحفز تقلصات الرحم.
نظراً لهذه الخاصية فإنه يجب على النساء الحوامل تجنب تناول كميات كبيرة من البقدونس تماماً، وبالنسبة للآخرين يمكن إضافته طازجاً إلى السلطات أو العصائر ولكن لا ينبغي الاعتماد عليه كعلاج أساسي لـ قلة نزول دم الدورة الشهرية.
أعشاب أخرى
هناك أعشاب أخرى مثل "دونغ كواي" (Dong Quai) و"الكوهوش الأسود" (Black Cohosh) تُستخدم تقليدياً في دعم صحة المرأة ولكنها تحتاج إلى إشراف طبي دقيق نظراً لتأثيرها الهرموني القوي واحتمالية تفاعلها مع أدوية أخرى، ويُعتبر علاج قلة دم الحيض بالاعشاب باستخدام هذه النباتات القوية أمراً يتطلب خبرة ومعرفة.
لا ينبغي أبداً استخدام هذه الأعشاب دون استشارة متخصص في طب الأعشاب أو طبيب مطلع حيث يمكن أن تؤثر على فعالية أدوية أخرى أو تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح.
إن اتباع نهج شامل يجمع بين التشخيص الطبي الدقيق وتعديلات نمط الحياة الصحية والاستخدام الحكيم للعلاجات الطبيعية تحت إشراف متخصص هو الطريق الأمثل لتحقيق التوازن واستعادة صحة دورتكِ الشهرية.
متى يجب عليكِ استشارة الطبيب عند قلة دم الدورة؟
رغم أن حدوث دورة شهرية خفيفة مرة واحدة قد لا يكون مدعاة للقلق إلا أن هناك علامات معينة تشير إلى أن التغيير في نمط دورتكِ الشهرية يتطلب تقييماً طبياً متخصصاً.
وإن استشارة الطبيب في الوقت المناسب لا تهدف فقط إلى معالجة المشكلة الحالية بل أيضاً إلى استبعاد أي أسباب كامنة قد تكون أكثر خطورة وضمان الحفاظ على صحتكِ الإنجابية على المدى الطويل.
يُنصح بشدة بحجز موعد مع طبيبكِ في الحالات التالية:
- غياب الدورة الشهرية لثلاثة أشهر متتالية أو أكثر (مع التأكد من عدم وجود حمل).
- الشك في احتمالية وجود حمل.
- تحول الدورة فجأة إلى غير منتظمة بعد أن كانت منتظمة.
- المعاناة من ألم شديد في الحوض أو أثناء الدورة.
- ملاحظة وجود نزيف بين الدورات الشهرية.
- إذا كنتِ تحاولين الحمل لأكثر من عام دون نجاح.
- ظهور أعراض أخرى مقلقة كزيادة شعر الوجه أو تساقط شعر الرأس أو تغيرات كبيرة في الوزن.
خلال زيارتكِ للطبيب توقعي أن يسألكِ عن تاريخكِ الصحي بالتفصيل ونمط دورتكِ الشهرية وأي أعراض أخرى تعانين منها، وقد يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري وقد يطلب بعض الفحوصات الإضافية كتحاليل الدم لقياس مستويات الهرمونات أو فحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) لتقييم حالة الرحم والمبيضين، وإن هذه الخطوات ضرورية للوصول إلى تشخيص دقيق ووضع خطة علاج مناسبة لحالتكِ.
الأسئلة الشائعة عن علاج قلة دم الدورة الشهرية
تثير التغيرات في الدورة الشهرية العديد من التساؤلات، وفي هذا القسم نجيب على بعض أكثر الاستفسارات شيوعاً حول قلة دم الدورة لنقدم لكِ الوضوح والطمأنينة التي تبحثين عنها:
كيف أجعل دم الدورة ينزل بغزارة؟
الهدف الصحيح ليس بالضرورة جعل الدم ينزل بغزارة بل هو استعادة دورة شهرية صحية ومنتظمة، ويمكنكِ دعم تدفق دم صحي من خلال الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كميات كافية من الماء وممارسة التمارين الخفيفة كالمشي لتعزيز الدورة الدموية واستخدام الكمادات الدافئة على منطقة أسفل البطن لإرخاء عضلات الرحم، فالأهم هو التركيز على صحة الدورة وانتظامها وليس فقط كمية الدم.
هل نزول الدورة على شكل نقط يعتبر دورة؟
إذا كان النزيف يقتصر على بضع نقاط (تبقيع) لمدة تقل عن يومين ويحدث هذا بشكل متكرر بدلاً من دورتكِ المعتادة فهذا يُعتبر طبياً "قلة طمث" (Hypomenorrhea) وليس دورة شهرية طبيعية، فالدورة الطبيعية حتى لو كانت خفيفة تتضمن تدفقاً مستمراً للدم وليس مجرد تبقيع، ومن المهم تتبع هذا النمط وإبلاغ طبيبكِ به.
ما هو المعدل الطبيعي لنزول دم الحيض؟
يتراوح المعدل الطبيعي لفقدان الدم خلال الدورة الشهرية الواحدة بين 30 إلى 60 ملليلتر أي ما يعادل حوالي 2 إلى 4 ملاعق كبيرة، وتستمر فترة الحيض الطبيعية عادةً من 3 إلى 7 أيام، وتُعتبر أي كمية أقل من 30 ملليلتر أو مدة أقصر من يومين دورة خفيفة.
هل يؤثر الرجيم على كمية دم الدورة؟
نعم، اتباع نظام غذائي قاسي (رجيم) يؤدي إلى فقدان سريع للوزن أو تقييد شديد للسعرات الحرارية يمكن أن يضع الجسم في حالة من الإجهاد، وتؤثر هذه الحالة على الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية مما قد يؤدي إلى قلة دم الدورة بعد الرجيم أو حتى انقطاعها تماماً، ومن الضروري اتباع نظام غذائي متوازن وصحي لفقدان الوزن.
دورتي يومين فقط هل هذا طبيعي؟
إذا كان نمط دورتكِ المعتاد هو أن تستمر لمدة يومين وكان هذا النمط ثابتاً ومنتظماً فقد يكون هذا هو الوضع الطبيعي لجسمكِ، وينشأ القلق عندما يحدث تغيير مفاجئ كأن تكون دورتكِ تستمر عادةً 5 أيام ثم تصبح فجأة يومين فقط، فالتركيز يجب أن يكون على التغيير من نمطكِ الشخصي المعتاد.
ما سبب قلة دم الدورة ونزول دم اسود أو بني؟
يبدأ علاج قلة دم الدورة ونزول دم اسود بفهم السبب، فالدم ذو اللون البني أو الأسود هو ببساطة دم قديم استغرق وقتاً أطول للخروج من الرحم وخلال هذا الوقت تفاعل مع الأكسجين وتغير لونه، وهذا أمر شائع جداً في بداية الدورة أو نهايتها ويكون أكثر وضوحاً عندما يكون تدفق الدم خفيفاً وبطيئاً وهو لا يدعو للقلق في العادة.
هل قلة دم الدورة من علامات تكيس المبايض؟
نعم، قلة دم الدورة وتكيس المبايض مرتبطان، فمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) هي اضطراب هرموني يؤدي إلى عدم انتظام التبويض مما يسبب دورات غير منتظمة والتي قد تكون خفيفة جداً أو متباعدة، ومع ذلك فإن قلة دم الدورة ليست العلامة الوحيدة والتشخيص الدقيق يتطلب تقييماً طبياً يشمل أعراضاً أخرى وفحوصات.
هل التوتر يسبب قلة دم الدورة؟
نعم يعد التوتر والإجهاد النفسي من الأسباب الشائعة جداً لقلة دم الدورة، حيث يؤثر التوتر على منطقة "تحت المهاد" في الدماغ وهي التي تتحكم في الهرمونات المنظمة للدورة الشهرية، ويمكن لهذا التأثير أن يعطل التبويض ويؤدي إلى دورات أخف أو غير منتظمة، ويمكن أن تساعد إدارة التوتر في عودة الدورة إلى طبيعتها.
هل قلة دم الدورة بعد سن الأربعين مقلقة؟
غالباً لا تكون مقلقة، فبعد سن الأربعين تبدأ المرأة بالدخول في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause)، وخلال هذه الفترة تصبح مستويات الهرمونات متقلبة والتبويض أقل انتظاماً مما يؤدي بشكل طبيعي إلى تغيرات في الدورة الشهرية بما في ذلك جعلها أخف وأقصر، ولكن مع ذلك من الجيد دائماً مناقشة أي تغييرات جديدة مع طبيبكِ لاستبعاد أي أسباب أخرى.
الخاتمة
إن ملاحظة قلة دم الدورة الشهرية تعتبر تجربة محيرة ولكنها في جوهرها رسالة من جسمكِ تدعوكِ للانتباه، وكما رأينا يمكن أن تتراوح الأسباب من تغيرات طبيعية تماماً في مراحل الحياة المختلفة وتأثيرات نمط الحياة إلى حالات طبية تتطلب تشخيصاً دقيقاً، والأهم هو ألا تتجاهلي هذه الإشارة بل أن تتعاملي معها بوعي وهدوء.
وإن فهم السبب الكامن هو الخطوة الأولى نحو العلاج الصحيح واستعادة التوازن، ولذلك ندعوكِ إلى تتبع دورتكِ بانتظام وتبني نمط حياة صحي والأهم من ذلك عدم التردد في استشارة طبيبكِ للحصول على التوجيه والدعم المخصصين لحالتكِ فصحتكِ الإنجابية جزء لا يتجزأ من صحتكِ العامة ورفاهيتكِ.
إخلاء المسؤولية الطبية
نحن نسعى جاهدين لتقديم محتوى طبي دقيق وموثوق لزيادة وعيكِ الصحي ولكن هذا المقال لا يغني إطلاقاً عن زيارة الطبيب، فكل حالة صحية لها خصوصيتها والتشخيص السليم لا يمكن أن يتم إلا من خلال فحص متخصص، لذلك اعتبري هذه المعلومات نقطة انطلاق لحواركِ مع طبيبكِ وليس كدليل علاجي نهائي.
قائمة المصادر
Cleveland Clinic. (2022). Abnormal Menstruation (Periods). Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/14633-abnormal-menstruation-periods
Healthline. (2023). Why Is My Period So Light? Retrieved from https://www.healthline.com/health/womens-health/why-is-my-period-so-light
Johns Hopkins Medicine. (n.d.). Amenorrhea. Retrieved from https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/amenorrhea
Mayo Clinic. (2022). Menstrual cycle: What's normal, what's not. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/womens-health/in-depth/menstrual-cycle/art-20047186
Mayo Clinic. (2023). Amenorrhea - Symptoms and causes. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/amenorrhea/symptoms-causes/syc-20369299
Medical News Today. (2023). What to know about light periods. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/322935
National Institute of Child Health and Human Development. (2020). Menstruation and Menstrual Problems. Retrieved from https://www.nichd.nih.gov/health/topics/factsheets/menstruation
NHS. (2021). Irregular periods. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/irregular-periods/
Verywell Health. (2022). What Is Anovulatory Bleeding? Retrieved from https://www.verywellhealth.com/what-is-anovulatory-bleeding-2721851
Women & Infants Fertility Center. (n.d.). Irregular Periods & Fertility. Retrieved from https://fertility.womenandinfants.org/services/women/irregular-periods-fertility
إرسال تعليق