حين تتأخر دورتكِ مع شعوركِ بألم فإن البحث عن أسباب تأخر الدورة الشهرية مع وجود ألم هو أول ما يتبادر إلى ذهنكِ في هذا الموقف المحير، فالشعور بآلام تشبه تقلصات الدورة دون حدوث نزيف فعلي يسبب تساؤلات ملحة، وهذا التناقض هو جوهر القلق الذي يدفعك للبحث عن إجابات موثوقة لمعرفة ما إذا كان ما يحدث طبيعياً أم أنه مؤشر على حالة صحية تستدعي الاهتمام.
سنكشف في هذا المقال الشامل مختلف الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة بدءاً من العوامل الحياتية البسيطة وصولاً إلى الحالات الطبية التي تستدعي استشارة متخصصة، كما سنساعدك على فهم طبيعة الألم ونقدم لكِ خارطة طريق واضحة لتحديد خطواتك التالية ومعرفة متى يصبح من الضروري زيارة الطبيب دون تأخير.
طبيعة الألم المصاحب لتأخر الدورة
قبل الخوض في الأسباب فإنه لابُدّ من أن نساعدكِ على توصيف طبيعة الألم الذي تشعرين به بدقة فالآلام ليست كلها متشابهة وتحديد خصائصها يمكن أن يقدم أدلة مبكرة حول السبب المحتمل، وإن معرفة ما إذا كان الألم خفيفاً ومتقطعاً أو حاداً ومستمراً أو متركزاً في جانب واحد هي الخطوة الأولى نحو فك شفرة رسائل جسدكِ.
وهذا التمييز ما هو إلا أداة قوية بين يديكِ تساعدكِ أنتِ وطبيبكِ على تضييق نطاق الاحتمالات والوصول إلى التشخيص الصحيح بشكل أسرع.
هل هو ألم التبويض أم أعراض ما قبل الحيض؟
من الشائع الخلط بين أنواع مختلفة من آلام الحوض التي تحدث خلال الدورة الشهرية، فألم الإباضة الذي يُعرف طبياً بمصطلح "Mittelschmerz" هو ألم يحدث في منتصف الدورة الشهرية أي قبل حوالي 14 يوماً من موعد الدورة التالية، وغالباً ما يوصف هذا الألم بأنه وخز حاد ومفاجئ أو تقلصات خفيفة ومستمرة في جانب واحد من أسفل البطن وقد يستمر من بضع دقائق إلى يومين.
وعلى النقيض من ذلك فإن آلام الدورة الشهرية التقليدية أو ما يُعرف بآلام ما قبل الحيض تحدث عادةً قبل يوم أو يومين من بدء النزيف وتستمر خلاله، وتكون هذه الآلام غالباً على شكل تقلصات تشمل منطقة أسفل البطن بأكملها وقد تمتد إلى أسفل الظهر والفخذين وتتراوح في شدتها من إزعاج خفيف إلى ألم شديد ومُنهك.
آلام الانغراس - هل يمكن أن تكون علامة مبكرة للحمل؟
إذا كنتِ متزوجة فإن أحد الاحتمالات التي قد تتبادر إلى ذهنكِ هو الحمل، فـ آلام الانغراس هي تقلصات خفيفة قد تحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة في جدار الرحم وهي عملية تحدث عادةً بعد 6 إلى 12 يوماً من الإباضة، وهذا التوقيت يعني أن هذه الآلام قد تظهر قبل أسبوع تقريباً من الموعد المتوقع للدورة الشهرية مما يجعل الخلط بينها وبين آلام ما قبل الحيض أمراً وارداً.
تتميز آلام الانغراس بأنها أخف من آلام الدورة المعتادة وغالباً ما توصف بأنها شعور بالوخز أو الشد أو السحب في منطقة أسفل البطن وقد تستمر ليوم أو يومين فقط، وقد يصاحبها أحياناً نزول بضع قطرات من الدم بلون وردي أو بني وهو ما يعرف بـ "نزيف الانغراس" ويكون أخف بكثير من دم الدورة الشهرية العادي.
متى يكون الألم علامة خطر؟
في حين أن معظم آلام الحوض تكون مرتبطة بالدورة الشهرية أو التغيرات الهرمونية إلا أن هناك بعض العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الألم قد يكون مؤشراً على حالة طبية طارئة تتطلب تدخلاً فورياً، فمن الضروري أن تكوني على دراية بهذه العلامات وألا تتجاهليها على الإطلاق.
يجب عليكِ التوجه إلى أقرب قسم طوارئ أو الاتصال بطبيبكِ فوراً إذا كان الألم مصحوباً بأي من الأعراض التالية:
- ألم حاد ومفاجئ وشديد في البطن خاصة إذا كان متركزاً في جانب واحد.
- دوخة شديدة أو شعور بالإغماء.
- ألم ينتشر إلى طرف الكتف وهي علامة كلاسيكية على وجود نزيف داخلي.
- ارتفاع في درجة الحرارة (حمى).
- غثيان وتقيؤ مستمران.
- نزيف مهبلي غزير جداً وغير معتاد (في حال بدأ لاحقاً).
قد تشير هذه الأعراض مجتمعة إلى حالات خطيرة مثل تمزق كيس على المبيض أو الحمل خارج الرحم وكلاهما يتطلب عناية طبية عاجلة للحفاظ على صحتكِ وحياتكِ.
الأسباب الشائعة وغير المقلقة لـ تاخر الدورة الشهرية مع وجود الم
قبل أن يقفز ذهنكِ إلى الاستنتاجات المقلقة من المهم أن تعرفي أن هناك العديد من الأسباب الشائعة والبسيطة التي يمكن أن تؤدي إلى تأخر الدورة مع ألم أسفل البطن والتي غالباً ما تكون مرتبطة بنمط حياتكِ وحالتكِ النفسية وهي مؤقتة وتزول بزوال المسبب.
تساعدك معرفة هذه العوامل على تخفيف القلق لأن معرفة أن جسدكِ يتفاعل ببساطة مع متغيرات خارجية يمكن أن يكون مطمئناً للغاية، فهذه الأسباب لا تستدعي القلق في معظم الحالات ولكنها دعوة من جسدكِ للانتباه إلى صحتكِ العامة وتوازنكِ الداخلي.
التوتر والقلق
يعتبر التوتر والقلق من أبرز العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على انتظام الدورة الشهرية، فعندما تتعرضين لضغوط نفسية سواء كانت بسبب العمل أو الدراسة أو أي تحديات حياتية أخرى فإن جسمكِ يفرز هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر، وهذا الهرمون يمكن أن يتداخل مع عمل منطقة في الدماغ تسمى "ما تحت المهاد" (Hypothalamus) وهي المركز الذي يتحكم في الهرمونات المنظمة لدورتكِ.
هذا التدخل الهرموني قد يؤخر أو يوقف عملية الإباضة مؤقتاً مسبباً تأخر الدورة الشهرية بينما قد يكون الألم الذي تشعرين به ناتجاً عن التغيرات الهرمونية نفسها أو عن التوتر العضلي في منطقة الحوض المصاحب للقلق، والخبر السار هو أن الدورة تعود عادةً إلى طبيعتها بمجرد انخفاض مستويات التوتر.
التغيرات في الوزن والنظام الغذائي
إن أي تغييرات كبيرة ومفاجئة في وزن الجسم يمكن أن تؤثر على توازنكِ الهرموني، ففقدان الوزن الشديد خاصة إذا انخفض وزنكِ بنسبة 10% عن الوزن الطبيعي يمكن أن يوقف إنتاج الهرمونات اللازمة للإباضة مما يؤدي إلى غياب الدورة، وهذا الأمر شائع لدى النساء اللواتي يعانين من اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) أو الشره المرضي (Bulimia Nervosa).
وبالمقابل فإن زيادة الوزن الكبيرة والسريعة يمكن أن تؤدي إلى تخزين هرمون الإستروجين في الخلايا الدهنية مما يسبب خللاً في الدورة الهرمونية ويؤدي إلى عدم انتظامها أو تأخرها، كما أن اتباع أنظمة غذائية قاسية جداً خاصة تلك التي تفتقر إلى الكربوهيدرات أو الدهون الصحية يمكن أن يرسل إشارة إلى دماغكِ بأن الجسم في حالة مجاعة مما يدفعه إلى إيقاف الوظائف غير الحيوية للبقاء على قيد الحياة ومنها التبويض.
التمارين الرياضية المفرطة
ممارسة الرياضة بانتظام مفيدة جداً للصحة لكن الإفراط فيها يمكن أن يأتي بنتائج عكسية على دورتكِ الشهرية، والمقصود هنا ليس التمارين المعتدلة بل التدريبات الرياضية المكثفة والمطولة التي تتطلب مجهوداً عالياً مثل تدريبات الماراثون أو رياضة الباليه الاحترافية.
يخلق هذا النوع من النشاط البدني الشاق حالة من العجز في الطاقة في الجسم ويؤدي إلى انخفاض نسبة الدهون في الجسم إلى مستويات متدنية بالإضافة إلى الإجهاد البدني، وهذه العوامل مجتمعة يمكن أن تعطل الإشارات الهرمونية القادمة من الدماغ إلى المبايض مما يؤدي إلى توقف الإباضة وتأخر الدورة الشهرية.
تغيير الروتين اليومي
يحب جسمكِ الروتين، وأي تغيير مفاجئ في نمط حياتكِ اليومي يمكن أن يؤثر على ساعتكِ البيولوجية وبالتالي على دورتكِ الشهرية، فالعوامل المختلفة مثل السفر لمسافات طويلة عبر مناطق زمنية مختلفة (jet lag) أو تغيير مواعيد نومكِ واستيقاظكِ بشكل جذري أو البدء في وظيفة تتطلب العمل بنظام المناوبات الليلية كلها يمكن أن تسبب خللاً مؤقتاً في إفراز الهرمونات.
هذا الخلل لا يؤثر فقط على شعوركِ بالنشاط أو التعب بل يؤثر أيضاً على المحور الدقيق الذي يربط بين الدماغ والمبايض، وعادةً ما يتكيف الجسم مع الروتين الجديد وتعود الدورة إلى طبيعتها في غضون دورة أو دورتين لكن من الشائع جداً خلال فترة التكيف هذه حدوث تأخر الدورة مع وجود ألم.
أسباب طبية لـ تأخر الدورة الشهرية مع وجود ألم تحتاج الانتباه
قد يكون مغص الدورة بدون نزولها في بعض الحالات علامة على وجود حالة طبية كامنة تحتاج إلى تشخيص وعلاج، فمن الضروري عدم تجاهل هذه الأعراض خاصة إذا تكررت أو كانت مصحوبة بعلامات أخرى.
هذا الجزء من المقال مهم لأنه يتعلق بصحتكِ بشكل مباشر والتشخيص الدقيق من قبل الطبيب هو السبيل الوحيد للحصول على العلاج المناسب والطمأنينة، حيث سنستعرض هنا أبرز الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب هذه المشكلة مع التذكير دائماً بأن هذه المعلومات للتوعية فقط والتشخيص النهائي لا يمكن أن يتم إلا من خلال فحص طبي متخصص.
متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي حالة هرمونية شائعة تؤثر على ملايين النساء حول العالم وتعتبر من الأسباب الرئيسية لعدم انتظام الدورة الشهرية، وتتميز هذه المتلازمة بوجود مستويات مرتفعة من الهرمونات الذكورية (الأندروجينات) مما يعيق عملية الإباضة المنتظمة ويؤدي إلى تأخر الدورة أو غيابها تماماً.
تشمل أعراضها الأخرى إلى جانب عدم انتظام الدورة ما يلي:
- نمو الشعر الزائد في الوجه والجسم (الشعرانية).
- ظهور حب الشباب خاصة في مرحلة البلوغ وما بعدها.
- زيادة الوزن أو صعوبة في فقدانه.
- ظهور بقع داكنة على الجلد خاصة في ثنايا الرقبة وتحت الإبطين.
- وجود أكياس صغيرة (بصيلات غير ناضجة) على المبايض تظهر في فحص الموجات فوق الصوتية.
ورغم أن هذه الأكياس نفسها لا تسبب الألم عادةً إلا أن متلازمة تكيس المبايض يمكن أن تكون مرتبطة بالشعور بـ ألم أسفل البطن أو الحوض بشكل عام.
اضطرابات الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة تقع في مقدمة العنق وهي تلعب دوراً محورياً في تنظيم العديد من وظائف الجسم بما في ذلك الدورة الشهرية، وأي خلل في وظيفتها سواء كان فرط نشاط (hyperthyroidism) أم قصور (hypothyroidism) يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات هرمونية تؤثر على انتظام الدورة.
يمكن أن تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية في جعل الدورات الشهرية خفيفة جداً أو غزيرة جداً أو غير منتظمة أو حتى غائبة تماماً، فإذا كان تأخر دورتكِ مصحوباً بأعراض أخرى مثل التعب الشديد أو تغيرات غير مبررة في الوزن أو تساقط الشعر أو الشعور بالبرد أو الحرارة بشكل مفرط فمن المهم فحص وظائف الغدة الدرقية.
بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)
بطانة الرحم المهاجرة هي حالة مؤلمة تحدث عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم في أماكن خارج الرحم مثل المبايض أو قناتي فالوب أو على سطح الأعضاء الأخرى في الحوض، وهذا النسيج "المهاجر" يتصرف تماماً مثل بطانة الرحم الطبيعية حيث ينمو ويثخن ثم ينزف مع كل دورة شهرية.
وبما أن هذا الدم لا يجد مخرجاً من الجسم فإنه يسبب التهاباً مزمناً وتكوّن نسيج ندبي والتصاقات مما يؤدي إلى ألم شديد خاصة أثناء الدورة الشهرية، ويمكن أن تسبب هذه الحالة أيضاً ألم الدورة بدون دورة فعلية أو نزيفاً بين الدورات أو ألماً أثناء العلاقة الزوجية مما يجعلها أحد الأسباب الرئيسية لآلام الحوض المزمنة وعدم انتظام الدورة.
مرض التهاب الحوض (PID)
مرض التهاب الحوض (PID) هو عدوى تصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية بما في ذلك الرحم وقناتي فالوب والمبايض، وغالباً ما تحدث هذه العدوى نتيجة لانتشار بكتيريا من المهبل أو عنق الرحم إلى الأعلى وكثيراً ما تكون مرتبطة بالأمراض المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا أو السيلان.
ويمكن أن يسبب هذا الالتهاب أعراضاً متنوعة منها:
- ألم في منطقة الحوض أو أسفل البطن.
- ألم أثناء التبول أو العلاقة الزوجية.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية ذات رائحة كريهة.
- نزيف بين الدورات أو بعد العلاقة الزوجية.
- دورات شهرية مؤلمة أو غزيرة.
وإذا تُرك مرض التهاب الحوض دون علاج يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة مثل تكون نسيج ندبي في قناتي فالوب مما يزيد من خطر العقم أو حدوث حمل خارج الرحم.
الأورام الليفية الرحمية
الأورام الليفية هي أورام غير سرطانية تنمو في جدار الرحم العضلي وهي شائعة جداً بين النساء في سن الإنجاب، ويمكن أن يختلف حجمها وعددها وموقعها وبناءً على ذلك قد لا تسبب أي أعراض على الإطلاق أو قد تسبب أعراضاً مزعجة.
وعندما تسبب الأورام الليفية أعراضاً فإنها غالباً ما تشمل:
- دورات شهرية غزيرة أو طويلة.
- نزيف بين الدورات.
- شعور بالضغط أو الامتلاء في أسفل البطن.
- ألم أسفل الظهر أو الحوض.
- كثرة التبول أو صعوبة في إفراغ المثانة.
يمكن لهذه الأورام أن تسبب ألماً يشبه تقلصات الدورة الشهرية كما أن تأثيرها على بنية الرحم ونزيفه يمكن أن يؤدي إلى تصور بوجود عدم انتظام في الدورة.
تأثير بعض الأدوية ووسائل منع الحمل
أخيراً من المهم مراجعة أي أدوية جديدة بدأتِ في تناولها أو أي تغييرات في وسائل منع الحمل التي تستخدمينها، فبعض الأدوية مثل أنواع معينة من مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان أو أدوية ضغط الدم يمكن أن تتداخل مع الهرمونات وتؤدي إلى تأخر الدورة.
وبالمثل فإن البدء في استخدام وسيلة منع حمل هرمونية جديدة مثل حبوب منع الحمل أو اللولب الهرموني أو التوقف عن استخدامها يمكن أن يسبب اضطراباً مؤقتاً في دورتكِ الشهرية لبضعة أشهر حتى يتكيف جسمكِ مع التغيير الهرموني.
متلازمة ما قبل الحيض مقابل الحمل المبكر مقابل تكيس المبايض - كيف تفرقين بينها؟
من المفهوم أن تشعري بالحيرة عند محاولة تفسير أعراض كالتقلصات والانتفاخ والتعب، إذ تتداخل هذه الأعراض بشكل كبير بين متلازمة ما قبل الحيض (PMS) والحمل المبكر وبعض الحالات الطبية مثل متلازمة تكيس المبايض، وهذا التشابه هو ما يسبب القلق لدى الكثيرات لأنه يجعل التمييز صعباً بين ما هو طبيعي وما قد يكون علامة على تغيير كبير في الجسم.
ولمساعدتكِ على فك هذا التشابك فقد صممنا جدول مقارنة شامل يوضح الفروق الدقيقة بين هذه الحالات، مع التأكيد على أن هذا الجدول هو أداة إرشادية أولية لمراقبة جسمك بوعي أكبر ولا يحل أبداً محل التشخيص الطبي الدقيق الذي يتطلب دائماً استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة.
العرض | أعراض ما قبل الحيض النموذجية (PMS) | أعراض الحمل المبكر المحتملة | أعراض تكيس المبايض المحتملة (PCOS) |
---|---|---|---|
نوع الألم | ألم ثقيل ومستمر في الحوض وأسفل الظهر يبدأ قبل أيام من الدورة. | تقلصات خفيفة تشبه الوخز أو الشد (آلام الانغراس) وقد تكون أقل حدة من ألم الدورة. | قد لا يكون هناك ألم أو قد يحدث ألم في الحوض أو دورات مؤلمة عند حدوثها. |
تغيرات الثدي | تورم وألم عند اللمس يختفي مع بدء الدورة. | شعور بالثقل والامتلاء وخز وهالة داكنة حول الحلمة وبروز الأوردة. | ليس من الأعراض الأساسية. |
الانتفاخ | شائع جداً ويرتبط باحتباس السوائل ويختفي بعد بدء الدورة. | قد يحدث بسبب التغيرات الهرمونية وقد يستمر. | شائع ويرتبط غالباً بمقاومة الأنسولين وزيادة الوزن. |
المزاج | تقلبات مزاجية وتهيج وقلق أو شعور بالحزن يزول مع بدء الدورة. | تقلبات مزاجية مشابهة ولكنها قد تستمر لفترة أطول بسبب التغيرات الهرمونية المستمرة. | قد يرتبط بتقلبات المزاج أو الاكتئاب كجزء من الحالة العامة. |
التعب | شعور بالإرهاق يسبق الدورة ويتحسن بعد بدئها. | إرهاق شديد ومستمر وهو من أولى علامات الحمل الشائعة جداً. | قد يكون هناك شعور بالتعب المزمن خاصة إذا ارتبط بمشاكل النوم كـ انقطاع النفس النومي. |
الإفرازات | قد تكون الإفرازات طبيعية أو معدومة قبل الدورة. | قد تلاحظين نزول بقع دم خفيفة (بنية أو وردية) نتيجة الانغراس. | الإفرازات ليست من الأعراض المميزة ولكن عدم انتظام الدورة هو السمة الأساسية. |
حب الشباب | قد تظهر بعض البثور قبل الدورة وتختفي بعدها. | قد يزداد حب الشباب لدى البعض بسبب التغيرات الهرمونية. | حب الشباب خاصة في الجزء السفلي من الوجه هو من الأعراض الشائعة والمستمرة. |
نمو الشعر الزائد | لا يحدث. | لا يحدث. | نمو شعر داكن وخشن في الوجه والصدر والظهر (الشعرانية) هو علامة مميزة. |
يوضح هذا الجدول كيف أن تأخر الدورة مع انتفاخ البطن والصدر قد يكون عرضاً مشتركاً بين الحمل ومتلازمة ما قبل الحيض لكن الأعراض الأخرى المصاحبة هي التي تساعدك في التمييز، فمثلاً يوجه ظهور أعراض كنمو الشعر الزائد أو حب الشباب المستمر التفكير بقوة نحو متلازمة تكيس المبايض بينما قد يرجح الشعور بثقل في الثدي مع وخز كفة الحمل.
ومرة أخرى نؤكد أن استخدام هذا الجدول كخريطة أولية يمكن أن يقلل من حيرتك ويوجه تفكيرك لكنه لا يغني أبداً عن الخطوات العملية التالية كإجراء اختبار الحمل عند الشك ومراجعة الطبيب للحصول على تشخيص مؤكد عند استمرار الأعراض أو وجود علامات مقلقة، فإنّ التعامل مع أسباب تأخر الدورة الشهرية مع وجود ألم يتطلب وعياً ذاتياً مع مشورة طبية متخصصة.
أسباب تأخر الدورة الشهرية مع وجود ألم للحالات الخاصة
السياق الشخصي لحياتكِ كالعمر والحالة الاجتماعية يلعب دورًا كبيرًا في تحديد الأسباب الأكثر ترجيحًا لتأخر دورتكِ مع وجود ألم، فالأعراض نفسها قد تحمل دلالات مختلفة تمامًا بناءً على وضعكِ وهو ما يجعل معرفة هذه الفروقات أمرًا ضروريًا لتوجيه تفكيركِ وخطواتكِ التالية بشكل صحيح.
سنقوم هنا بتفصيل الأسباب المحتملة بناءً على هذه الحالات الخاصة لمساعدتكِ على تضييق نطاق الاحتمالات وفهم ما قد يخبركِ به جسدكِ بشكل أكثر دقة سواء كنتِ فتاة عزباء تقلقين من عدم انتظام دورتكِ أو امرأة متزوجة تفكرين في احتمالات متعددة.
ما سبب عدم نزول الدورة الشهرية مع وجود آلامها للعزباء؟
بالنسبة للفتيات والنساء غير المتزوجات فإن اسباب تاخر الدورة الشهرية للبنات مع الم يمكن أن تكون مقلقة بشكل خاص، ومن المهم هنا أن نطمئنكِ بأن احتمال الحمل مستبعد تماماً مما يسمح بالتركيز على الأسباب الأخرى المحتملة، ففي هذه الفئة العمرية غالباً ما تكون الأسباب مرتبطة بالتغيرات الهرمونية والجسدية التي تحدث خلال فترة المراهقة والشباب.
الأسباب الأكثر ترجيحاً في هذه الحالة هي التوتر والقلق المرتبط بالدراسة أو الحياة الاجتماعية والتغيرات المفاجئة في الوزن أو النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط، بالإضافة إلى أن متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS) تعتبر من الحالات الشائعة التي تبدأ أعراضها بالظهور في هذه المرحلة وكذلك اضطرابات الغدة الدرقية التي يمكن أن تؤثر على انتظام الدورة منذ سن مبكرة.
تأخر الدورة مع وجود ألم للمتزوجات
عندما تواجه المرأة المتزوجة تأخر الدورة مع وجود ألم فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو احتمال الحمل وهو احتمال وارد جداً، ومع ذلك فمن الضروري النظر في جميع الاحتمالات بما في ذلك الحالات التي تتطلب حذراً خاصاً:
الاحتمال الأول - الحمل
كما أوضحنا سابقاً يمكن أن تكون آلام الانغراس الخفيفة من أولى علامات الحمل المبكرة وهي تشبه إلى حد كبير تقلصات الدورة، فإذا كنتِ ناشطة جنسياً وتأخرت دورتكِ فإن الخطوة الأولى والمنطقية هي إجراء اختبار الحمل المنزلي خاصة بعد مرور أسبوع على موعد الدورة المتوقع، ووجود أعراض أخرى مثل انتفاخ البطن والصدر والغثيان والتعب الشديد يعزز من احتمالية وجود حمل.
الحمل خارج الرحم - علامة تحذير
هذه هي النقطة الأكثر أهمية وحساسية في هذا الجزء من المقال، فـ الحمل خارج الرحم هو حالة طبية طارئة تحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة خارج الرحم وغالباً في إحدى قناتي فالوب، وهذه الحالة لا يمكن أن تستمر وإذا لم يتم تشخيصها وعلاجها مبكراً يمكن أن تؤدي إلى تمزق قناة فالوب ونزيف داخلي يهدد الحياة.
يجب عليكِ طلب المساعدة الطبية الفورية إذا كان تأخر الدورة وتحليل الحمل إيجابي مع الم حاد ومستمر في جانب واحد من البطن أو إذا كان مصحوباً بدوخة أو إغماء أو ألم في طرف الكتف، فلا تتهاوني مع هذه الأعراض أبداً.
أسباب أخرى بعد استبعاد الحمل
إذا كان اختبار الحمل سلبياً فإن الأسباب المحتملة تعود لتشبه تلك التي تواجهها النساء غير المتزوجات مع بعض الإضافات، فمتلازمة تكيس المبايض والأورام الليفية وبطانة الرحم المهاجرة كلها احتمالات واردة، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤثر الرضاعة الطبيعية على انتظام الدورة الشهرية وتسبب تأخرها وكذلك فترة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause) وهي المرحلة الانتقالية التي تسبق انقطاع الطمث النهائي والتي تبدأ عادة في الأربعينيات من العمر وتتميز بدورات غير منتظمة.
متى يجب أن تقلقي وتزوري الطبيب؟
بعد استعراض الأسباب المحتملة قد تشعرين بمزيج من الطمأنينة والقلق، والسؤال الأهم الآن هو "ماذا أفعل؟"، فإنّ معرفة متى يجب الانتظار والمراقبة ومتى يجب إجراء اختبار الحمل ومتى يصبح من الضروري حجز موعد مع الطبيب هو ما يحول المعرفة إلى قوة، ولقد صممنا لكِ خارطة طريق واضحة ومدروسة لتوجيهكِ في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.
سيساعدكِ اتباع هذه الإرشادات على تجنب القلق غير الضروري في الحالات البسيطة وفي نفس الوقت يضمن لكِ الحصول على الرعاية الطبية اللازمة دون تأخير في الحالات التي تستدعي ذلك:
قاعدة الأيام السبعة
في كثير من الأحيان يكون تأخر الدورة الشهرية لبضعة أيام أمراً طبيعياً ولا يدعو للقلق، فالتأخير الذي يصل إلى 7 أيام يعتبر ضمن النطاق الطبيعي للعديد من النساء خاصة إذا كان هناك سبب واضح مثل فترة من التوتر والقلق الشديد أو تغيير في الروتين اليومي.
وخلال هذه الفترة بدلاً من القلق ركزي على العناية بنفسكِ وحاولي تقليل مصادر التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء كالتأمل أو اليوجا واحرصي على الحصول على قسط كافي من النوم وتناولي وجبات غذائية متوازنة ومارسي الرياضة بشكل معتدل، فهذه التعديلات البسيطة في نمط حياة صحي قد تكون كل ما يحتاجه جسمكِ لاستعادة توازنه.
إجراء اختبار الحمل
إذا كنتِ متزوجة أو نشطة جنسياً وتأخرت دورتكِ لأكثر من أسبوع عن موعدها المعتاد فإن الخطوة التالية المنطقية هي إجراء اختبار الحمل المنزلي، فهذه الاختبارات متوفرة بسهولة ودقيقة للغاية عند استخدامها بشكل صحيح.
سيساعدكِ إجراء الاختبار على استبعاد أو تأكيد السبب الأكثر شيوعاً لتأخر الدورة، فإذا كانت النتيجة إيجابية يجب عليكِ حجز موعد مع طبيبكِ لبدء رعاية ما قبل الولادة، أما إذا كانت النتيجة سلبية واستمر غياب الدورة فهذا يعني أن الوقت قد حان للنظر في الأسباب الأخرى المحتملة والانتقال إلى الخطوة التالية.
العلامات الحمراء التي تستدعي زيارة الطبيب فوراً
هناك بعض الأعراض التي لا يجب تجاهلها أو الانتظار بشأنها على الإطلاق، فإذا واجهتِ أياً من "العلامات الحمراء" التالية يجب عليكِ طلب الرعاية الطبية العاجلة سواء بالذهاب إلى قسم الطوارئ أم الاتصال بطبيبكِ فوراً، فهذه العلامات قد تشير إلى حالة طبية خطيرة مثل الحمل خارج الرحم أو تمزق كيس على المبيض.
وتشمل هذه العلامات ما يلي:
- ألم شديد ومفاجئ وحاد في البطن أو الحوض لا يمكن تحمله ولا يستجيب للمسكنات.
- ألم متركز بشدة في جانب واحد من أسفل البطن.
- دوخة شديدة أو شعور بالإغماء أو فقدان للوعي.
- ألم حاد في طرف الكتف.
- ارتفاع في درجة الحرارة (حمى) دون سبب واضح.
- نزيف مهبلي غزير جداً (يتطلب تغيير الفوطة الصحية كل ساعة أو أقل).
من الضروري أن تدركي أن هذه العلامات لا تمثل مجرد مغص الدورة بدون نزولها بشكل أكثر حدة بل هي مؤشرات على حالة طارئة تتجاوز اضطرابات الدورة المعتادة، فالألم الحاد والمتركز في جانب واحد على عكس التقلصات العامة قد يكون علامة على تمزق قناة فالوب بسبب الحمل خارج الرحم وهي حالة لا يمكن فيها للجنين أن ينمو وتتطلب تدخلاً جراحياً فورياً، وإنّ التعامل مع هذه الأعراض بجدية والتصرف بسرعة هو أمر حاسم للحفاظ على صحتكِ وخصوبتكِ المستقبلية.
متى تحجزين موعد روتيني؟
إذا لم تكن لديكِ أي من العلامات الحمراء المذكورة أعلاه ولكن دورتكِ لا تزال غائبة أو غير منتظمة فهناك حالات محددة يجب عليكِ فيها حجز موعد روتيني (غير طارئ) مع طبيب أمراض النساء، فالتشخيص المبكر لأي حالة كامنة هو دائمًا الخيار الأفضل.
احجزي موعدًا مع طبيبكِ في الحالات التالية:
- إذا غابت دورتكِ الشهرية لثلاث دورات متتالية أو أكثر (انقطاع الطمث الثانوي).
- إذا كانت نتيجة اختبار الحمل سلبية ولكن الدورة لم تأتِ بعد.
- إذا أصبحت دوراتكِ فجأة غير منتظمة للغاية بعد أن كانت منتظمة لفترة طويلة.
- إذا كنتِ تعانين من أعراض أخرى تشير إلى حالة كامنة مثل أعراض متلازمة تكيس المبايض (كنمو الشعر الزائد أو حب الشباب) أو اضطرابات الغدة الدرقية (مثل تغيرات في الوزن أو التعب الشديد).
إن المبادرة بحجز موعد في هذه الحالات حتى في غياب الألم الشديد هي خطوة استباقية بالغة الأهمية لصحتكِ على المدى الطويل، فمشكلة مثل تأخر الدورة وتحليل الحمل سلبي مع الم قد تكون أكثر من مجرد إزعاج مؤقت وإنما هي رسالة من جسدكِ قد تشير إلى وجود خلل هرموني كامن.
سيقوم طبيبكِ بتقييم الأعراض المصاحبة لاستبعاد أو تشخيص حالات شائعة مثل متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية ووضع خطة علاجية واضحة قد تشمل تعديلات في نمط حياة صحي أو علاجات دوائية لاستعادة توازنكِ الداخلي والحفاظ على خصوبتكِ المستقبلية.
ما الذي سيفعله الطبيب لتشخيص سبب تأخر دورتك الشهرية مع وجود آلام؟
قد يكون التفكير في زيارة الطبيب مقلقاً للبعض خاصة بسبب الخوف من المجهول أو القلق من الفحوصات، لكن معرفة ما يمكن توقعه مسبقاً يمكن أن يزيل الكثير من هذا التوتر ويجعلكِ تشعرين بمزيد من التحكم والاستعداد، فإن زيارة الطبيب هي خطوة استباقية مهمة نحو فهم صحتكِ والحصول على الطمأنينة.
إن العملية التشخيصية هي في الأساس عملية منظمة لجمع المعلومات تبدأ بحوار معكِ وتنتهي بخطة واضحة، وإليكِ نظرة عامة على ما ستمرّين به على الأرجح في عيادة الطبيب.
الأسئلة التي سيطرحها الطبيب
سيبدأ طبيبكِ بأخذ تاريخ طبي مفصل وهو الجزء الأكثر أهمية في التشخيص، فكوني مستعدة للإجابة على أسئلة دقيقة حول صحتكِ لأن هذه المعلومات هي مفتاح توجيه الفحوصات التالية، ومن الأفضل أن تقومي بتدوين تفاصيل دورتكِ وأعراضكِ قبل الموعد.
وبعض الأسئلة التي من المرجح أن تُطرح عليكِ هي كالتالي:
- متى كان أول يوم في آخر دورة شهرية لكِ؟
- ما هو طول دورتكِ المعتاد وكم يوما تستمر؟
- صفي طبيعة الألم: متى بدأ؟ أين موقعه؟ ما مدى شدته؟ هل هو مستمر أم متقطع؟
- هل هناك أي أعراض أخرى مصاحبة مثل انتفاخ البطن أو تغيرات في الثدي أو غثيان أو إفرازات غير طبيعية؟
- هل حدثت أي تغييرات حديثة في نمط حياتكِ مثل زيادة التوتر والقلق أو تغيير في النظام الغذائي أو الوزن أو روتين التمارين؟
- ما هي الأدوية أو المكملات الغذائية التي تتناولينها حاليًا؟
- هل تستخدمين أي وسيلة لمنع الحمل؟ وهل أنتِ نشطة جنسيًا (للمتزوجة)؟
- هل لديكِ أو لدى أي من أفراد عائلتكِ تاريخ مرضي بحالات مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو اضطرابات الغدة الدرقية؟
استعدادكِ بإجابات واضحة ومفصلة لهذه الأسئلة هو بمثابة تقديم خريطة طريق لطبيبكِ مما يمكنه من استبعاد بعض الاحتمالات بسرعة والتركيز على الأسباب الأكثر ترجيحاً، وهذا الحوار الدقيق لا يوفر الوقت فحسب بل يضمن أيضاً أن يتم توجيه الفحوصات التالية بدقة مما يقلل من الحاجة إلى إجراءات غير ضرورية ويقربكِ خطوة كبيرة من فهم سبب عدم نزول الدورة الشهرية مع وجود آلامها بشكل صحيح.
ما هي الفحوصات والتحاليل المطلوبة لمعرفة سبب التأخر والآلام؟
بناءً على إجاباتكِ والفحص السريري الأولي قد يطلب طبيبكِ إجراء مجموعة من الفحوصات لتأكيد التشخيص أو استبعاد بعض الحالات، فهذه الفحوصات هي أدوات تساعد الطبيب على رؤية ما يحدث داخل جسمكِ على المستوى الهرموني والهيكلي.
وتشمل الفحوصات والتحاليل الأكثر شيوعًا ما يلي:
- الفحص السريري للحوض، حيث تقوم الطبيبة بفحص أعضائكِ التناسلية يدويًا للتحقق من وجود أي كتل أو ألم غير طبيعي.
- سيتم إجراء اختبار حمل في العيادة (عن طريق البول أو الدم) لاستبعاد الحمل بشكل قاطع حتى لو كانت نتيجة اختباركِ المنزلي سلبية.
- إجراء تحاليل الدم الهرمونية الضرورية لتقييم وظائف الغدد المختلفة وتشمل عادةً قياس مستويات هرمون TSH (لتقييم الغدة الدرقية) والبرولاكتين (لاستبعاد وجود ورم في الغدة النخامية) وهرمونات FSH و LH (لتقييم وظيفة المبايض).
- فحص الحوض بالموجات فوق الصوتية (السونار) غير المؤلم لإنشاء صور للرحم والمبايض وقناتي فالوب، ويمكن للسونار الكشف عن وجود الأورام الليفية أو أكياس المبايض أو سماكة بطانة الرحم أو علامات متلازمة تكيس المبايض أو تأكيد وجود حمل داخل الرحم أو خارجه.
لابد أن تعلمي أن هذه الفحوصات تعمل معاً كفريق واحد، فبينما يستبعد تحليل الدم وجود حمل قد يكشف السونار عن وجود أورام ليفية وتوضح تحاليل الهرمونات ما إذا كانت متلازمة تكيس المبايض هي السبب الكامن، وهذه المقاربة الشاملة هي الطريقة الأكثر فعالية للوصول إلى تشخيص دقيق وتجنب التشخيصات الخاطئة ووضع حجر الأساس لخطة علاج تأخر الدورة الشهرية مع وجود ألم المناسبة لحالتكِ الفريدة.
كيفية علاج تأخر الدورة الشهرية مع وجود ألم
بمجرد الوصول إلى تشخيص دقيق سيتمكن طبيبكِ من وضع خطة علاجية مخصصة لكِ، والهدف من العلاج ليس فقط استعادة انتظام دورتكِ الشهرية بل أيضاً معالجة السبب الجذري للمشكلة وتخفيف أي أعراض مزعجة مثل الألم، وتعتمد خطة العلاج بشكل كبير على التشخيص النهائي بالإضافة إلى أهدافكِ الصحية مثل رغبتكِ في الحمل في المستقبل.
تتنوع خيارات العلاج من الأدوية الهرمونية إلى التغييرات في نمط الحياة وقد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات.
العلاجات الطبية المتاحة
تعتبر العلاجات الدوائية هي الخط الأول في التعامل مع العديد من الحالات التي تسبب تأخر الدورة الشهرية مع وجود الم، فإذا كان السبب هو خلل هرموني فإن الهدف هو إعادة التوازن إلى نظامكِ الهرموني.
وتشمل العلاجات الطبية الشائعة:
- استخدام العلاجات الهرمونية كحبوب منع الحمل المركبة أو العلاج بهرمون البروجستين (مثل دواء دوفاستون) بهدف تنظيم الدورة الشهرية لدى النساء اللواتي يعانين من حالات مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو عدم انتظام الدورة بشكل عام، إذ تعمل هذه الأدوية عبر توفير جرعات هرمونية ثابتة تساعد على استعادة نمط نزيف منتظم.
- استخدام أدوية للحالات الأساسية المسببة للمشكلة مثل وصف أدوية الغدة الدرقية لعلاج اضطراباتها، ووصف دواء الميتفورمين لتحسين حساسية الأنسولين لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
- استخدام كورس من المضادات الحيوية للقضاء على العدوى البكتيرية في حال تم تشخيص مرض التهاب الحوض (PID).
- اللجوء إلى الجراحة كخيار علاجي في حالات معينة مثل وجود أورام ليفية كبيرة تسبب أعراضاً شديدة أو في حالات بطانة الرحم المهاجرة التي لم تستجب للعلاجات الأخرى، وذلك لإزالة الأنسجة المسببة للمشكلة.
من المهم أن تفهمي أن خطة العلاج ليست ثابتة بل هي ديناميكية وتتكيف مع استجابة جسمكِ وأهدافكِ المتغيرة، فالهدف من علاج تاخر الدورة الشهرية مع وجود ألم لا يقتصر على تنظيم النزيف فحسب بل يمتد ليشمل إدارة الأعراض المصاحبة لحالات مثل بطانة الرحم المهاجرة أو متلازمة تكيس المبايض وتحسين جودة حياتكِ بشكل عام والحفاظ على خصوبتكِ إذا كان ذلك من أولوياتكِ.
تعديلات نمط الحياة والعلاجات المنزلية
بغض النظر عن السبب الطبي تلعب التعديلات في نمط الحياة دوراً داعماً ومهماً في استعادة التوازن الهرموني وتخفيف الأعراض، وفي كثير من الحالات خاصة تلك المتعلقة بالتوتر أو التغذية قد تكون هذه التغييرات هي العلاج الأساسي.
فيما يلي بعض الإجراءات الفعالة التي يمكنكِ اتخاذها:
- إدارة الإجهاد بفاعلية نظرًا لتأثيره القوي على الهرمونات، إذ يمكن لممارسات مثل اليوجا والتأمل وتمارين التنفس العميق أو قضاء وقت في الطبيعة أن تساعد على خفض مستويات الكورتيزول وتحسين انتظام الدورة.
- التركيز على نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة الكاملة والعناصر الغذائية بما في ذلك البروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية (كالأفوكادو والمكسرات وزيت الزيتون)، والكربوهيدرات المعقدة، والكثير من الفواكه والخضروات، مما يساعد على استقرار نسبة السكر في الدم ودعم الصحة الهرمونية.
- الحفاظ على وزن صحي وتجنب التغيرات الحادة فيه سواء بالزيادة أو النقصان، على أن يتم أي تغيير في الوزن بشكل تدريجي وصحي وتحت إشراف متخصص.
- ممارسة الرياضة المعتدلة والمنتظمة مثل المشي السريع أو السباحة لتعزيز الدورة الدموية وتخفيف التوتر وتحسين المزاج مع ضرورة تجنب التمارين المفرطة والمجهدة.
- استخدام الكمادات الدافئة كقربة ماء ساخن على منطقة الحوض لتخفيف ألم أسفل البطن والتقلصات حيث تساعد الحرارة على إرخاء العضلات المتشنجة وتوفير راحة فورية.
اتباع نمط حياة صحي لا يمثل مجرد مجموعة من النصائح العابرة بل هو استثمار طويل الأمد في صحتكِ الهرمونية والإنجابية، فهذه التعديلات البسيطة والمستدامة يمكن أن تقلل من تأثير التوتر والقلق على دورتكِ وتدعم فعالية أي علاج طبي تتلقينه وتمنحكِ شعوراً بالتمكين والسيطرة على جسدكِ مما يقلل من تكرار مشكلة تاخر الدورة مع ألم أسفل البطن في المستقبل.
الأسئلة الشائعة عن اسباب تاخر الدورة الشهرية مع وجود الم
من الطبيعي أن تكون لديكِ العديد من الأسئلة المحددة حول حالتكِ خاصة عندما تكون الأعراض محيرة، ولقد جمعنا هنا بعض الأسئلة الأكثر شيوعاً التي تطرحها النساء اللواتي يعانين من تاخر الدورة مع وجود الم وقدمنا إجابات طبية دقيقة وموجزة لمساعدتكِ على فهم أعمق وتبديد مخاوفكِ:
هل يمكن أن تتأخر الدورة بسبب التفكير الزائد؟
نعم، التفكير الزائد والتوتر النفسي الشديد يؤثران بشكل مباشر على جزء من الدماغ يسمى "ما تحت المهاد" وهو المسؤول عن تنظيم هرمونات الدورة الشهرية، فعندما تكونين تحت ضغط يفرز جسمكِ هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يعطل الإشارات الهرمونية الطبيعية مما يؤدي إلى تأخير عملية الإباضة وبالتالي تأخر الدورة، وبمجرد انخفاض مستوى التوتر تعود الدورة عادةً إلى انتظامها الطبيعي.
دورتي متأخرة 10 أيام والتحليل سلبي ما السبب؟
عندما يكون تأخر الدورة وتحليل الحمل سلبي مع ألم فإن هناك عدة أسباب محتملة أخرى يجب أخذها في الاعتبار، وتشمل الأسباب الشائعة التوتر النفسي الشديد أو التغيرات المفاجئة في نمط الحياة مثل السفر أو تغيير نظامكِ الغذائي أو روتين التمارين الرياضية، كما يمكن أن يكون ذلك علامة على وجود حالة طبية كامنة مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو اضطراب في وظائف الغدة الدرقية، فإذا استمر التأخير فمن الأفضل استشارة الطبيب لتقييم الحالة.
ما هي المشروبات التي تساعد على نزول الدورة المتأخرة؟
هناك بعض العلاجات العشبية التقليدية التي يُعتقد أنها تساعد على تحفيز نزول الدورة مثل شاي الزنجبيل أو شاي البقدونس حيث يُعتقد أنها تزيد من تدفق الدم إلى الرحم وتحفز تقلصاته، ومع ذلك فمن المهم جداً التعامل مع هذه المشروبات بحذر حيث لا توجد أدلة علمية قوية تدعم فعاليتها بشكل قاطع، والأهم من ذلك أنه يجب عليكِ التأكد أولاً من أنكِ لستِ حاملاً قبل محاولة أي شيء والأفضل دائمًا هو استشارة طبيبكِ قبل تناول أي أعشاب أو مكملات غذائية لتجنب أي مخاطر محتملة.
هل ألم الظهر والبطن من علامات تأخر الدورة بسبب الحمل؟
نعم يمكن أن يكون ألم أسفل الظهر والبطن من علامات الحمل المبكرة جداً، فهذه الآلام المعروفة بآلام الانغراس تحدث عندما تثبت البويضة المخصبة نفسها في جدار الرحم وهي عادة ما تكون أخف من آلام الدورة المعتادة، ومع ذلك فإن هذه الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS) مما يجعل التمييز بينهما صعباً بناءً على الألم وحده، والطريقة الوحيدة للتأكد هي إجراء اختبار الحمل بعد تأخر الدورة.
ما سبب وجود مغص الدورة مع عدم نزولها للعزباء؟
يتم استبعاد الحمل كسبب بالنسبة للفتاة العزباء مما يوجه التركيز نحو الأسباب الأخرى، فالأسباب الأكثر شيوعاً في هذه الحالة هي التغيرات الهرمونية الطبيعية خلال سنوات المراهقة والشباب والتوتر والقلق الشديد والتغيرات الكبيرة في الوزن أو النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط، كما يمكن أن تكون هذه الأعراض مؤشراً مبكراً على حالات طبية مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) والتي يمكن أن تبدأ في أي عمر بعد البلوغ.
ما هي التحاليل المطلوبة عند تأخر الدورة؟
عند زيارة الطبيب بسبب تأخر الدورة سيقوم بإجراء تقييم شامل يبدأ بتاريخكِ الطبي والفحص السريري، وبناءً على ذلك قد يطلب مجموعة من التحاليل لتحديد السبب، وتشمل هذه التحاليل عادةً اختبار الحمل (hCG) لاستبعاد الحمل وتحليل هرمون TSH لفحص وظائف الغدة الدرقية وتحليل هرمون البرولاكتين وهرمونات FSH وLH لتقييم وظيفة المبايض، وبالإضافة إلى ذلك قد يوصي الطبيب بإجراء فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) للحوض لفحص الرحم والمبايض.
هل تختلف آلام الحمل عن آلام الدورة؟
نعم غالباً ما تكون هناك اختلافات دقيقة، فآلام الدورة الشهرية تميل إلى أن تكون على شكل تقلصات مستمرة أو متقطعة وقد تكون شديدة وتنتشر إلى الظهر والفخذين، أما آلام الحمل المبكرة (آلام الانغراس) فعادة ما تكون أخف وأقصر مدة وتوصف بأنها وخز أو شد أو سحب خفيف في أسفل البطن، ومع ذلك فإن تجربة الألم تختلف بشكل كبير من امرأة لأخرى لذا لا يمكن الاعتماد على نوع الألم وحده للتفريق بينهما بشكل مؤكد.
هل حبوب منع الحمل تنظم الدورة الشهرية؟
نعم تعتبر حبوب منع الحمل الهرمونية من أكثر الطرق فعالية لتنظيم الدورة الشهرية، فهذه الحبوب تعمل عن طريق توفير جرعات ثابتة من هرموني الإستروجين والبروجستين مما يمنع التقلبات الهرمونية الطبيعية التي تحدث في الجسم ويفرض دورة نزيف منتظمة ويمكن التنبؤ بها، ولهذا السبب غالباً ما يصفها الأطباء كعلاج للنساء اللواتي يعانين من دورات غير منتظمة أو مؤلمة جداً بسبب حالات مثل متلازمة تكيس المبايض أو بطانة الرحم المهاجرة.
متى يعتبر تأخر الدورة الشهرية خطيراً؟
يعتبر تأخر الدورة الشهرية خطيراً ويستدعي عناية طبية فورية إذا كان مصحوباً بعلامات تحذيرية معينة، وأهم هذه العلامات هو الألم الحاد والمفاجئ والشديد في جانب واحد من البطن والذي قد يكون علامة على حمل خارج الرحم ممزق، وتشمل العلامات الخطيرة الأخرى الدوخة الشديدة أو الإغماء وألم في طرف الكتف وحمى مرتفعة أو نزيف مهبلي غزير جداً، وفي مثل هذه الحالات يجب عدم التردد في التوجه إلى أقرب قسم طوارئ.
الخاتمة
إن المرور بمشكلة تأخر الدورة الشهرية مع وجود ألم هي بلا شك تجربة محيرة ومقلقة لكن كما استعرضنا فإن الأسباب تتراوح بين عوامل حياتية بسيطة يمكن تعديلها وحالات طبية تتطلب اهتماماً متخصصاً، والرسالة الأساسية التي نود أن تصلي إليها هي أن جسدكِ يرسل لكِ إشارات وفهم هذه الإشارات هو الخطوة الأولى نحو استعادة السيطرة على صحتكِ، فقد تم تزويدكِ بالمعرفة اللازمة لتمييز الأعراض وفهم الاحتمالات المختلفة والأهم من ذلك معرفة متى يكون من الضروري طلب المساعدة، فلا تترددي أبداً في استشارة طبيبكِ فهو شريككِ الأفضل في رحلتكِ نحو التشخيص الدقيق والعلاج المناسب وضمان صحتكِ وراحة بالكِ على المدى الطويل.
إخلاء المسؤولية الطبية
لقد تم إعداد هذا المقال ليكون مصدرًا للمعلومات ودعمًا لكِ في رحلتكِ لفهم صحتكِ ولكنه لا يحل أبدًا محل الخبرة الطبية، فإن التشخيص الدقيق ووصف العلاج المناسب هما من اختصاص طبيبكِ وحده، ونوصي بشدة باستخدام المعلومات الواردة هنا كنقطة بداية لمناقشة مستنيرة مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ وعدم اتخاذ أي قرارات علاجية بناءً عليها.
قائمة المصادر
Mayo Clinic. (2023). Amenorrhea. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/amenorrhea/symptoms-causes/syc-20369299
Cleveland Clinic. (2023). Polycystic Ovary Syndrome (PCOS). Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8316-polycystic-ovary-syndrome-pcos
Johns Hopkins Medicine. (n.d.). Uterine Fibroids. Retrieved from https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/uterine-fibroids
National Health Service (NHS). (2022). Pelvic inflammatory disease (PID). Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/pelvic-inflammatory-disease-pid/
National Institute of Child Health and Human Development (NICHD). (n.d.). Polycystic Ovary Syndrome (PCOS). Retrieved from https://www.nichd.nih.gov/health/topics/pcos
Delamater, L., & Santoro, N. (2018). Management of the Perimenopause. Clinical Obstetrics and Gynecology, 61(3), 541–553.
WebMD. (n.d.). Ectopic Pregnancy. Retrieved from https://www.webmd.com/baby/pregnancy-ectopic-pregnancy
Agarwal, S. K., & Chapron, C. (2020). Pelvic Pain in Endometriosis. Seminars in Reproductive Medicine, 38(2-03), 125-136.
Gordon, C. M. (2010). Functional hypothalamic amenorrhea. The New England Journal of Medicine, 363(4), 365–371.
إرسال تعليق